(٢) حديث الحديث بينكم أمانة أخرجه ابن أبي الدنيا من حديث ابن شهاب مرسلا وقال الحسن إن من الخيانة أن تحدث بسر أخيك ويروى أن معاوية رضي الله عنه أسر إلى الوليد بن عتبة حديثه فقال لأبيه يا أبت إن أمير المؤمنين أسر إلي حديثاً وما أراه يطوى عنك ما بسطه إلى غيرك قال فلا تحدثني به فإن من كتم سره كان الخيار إليه ومن أفشاه كان الخيار عليه قال فقلت يا أبت وإن هذا ليدخل بين الرجل وبين ابنه فقال لا والله يا بني ولكن أحب أن لا تذلل لسانك بأحاديث السر قال فأتيت معاوية فأخبرته فقال يا وليد أعتقك أبوك من رق الخطأ فَإِفْشَاءُ السِّرِّ خِيَانَةٌ وَهُوَ حَرَامٌ إِذَا كَانَ فِيهِ إِضْرَارٌ وَلُؤْمٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ إضرار وقد ذكرنا ما يتعلق بكتمان السر في كتاب آداب الصحبة فأغنى عن الإعادة الآفة الثالثة عشر الْوَعْدُ الْكَاذِبُ فَإِنَّ اللِّسَانَ سَبَّاقٌ إِلَى الْوَعْدِ ثُمَّ النَّفْسُ رُبَّمَا لَا تَسْمَحُ بِالْوَفَاءِ فَيَصِيرُ الْوَعْدُ خُلْفًا وَذَلِكَ مِنْ أَمَارَاتِ النِّفَاقِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بالعقود وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِدَةُ عَطِيَّةٌ (٣) وقال صلى الله عليه وسلم الوأي مثل الدين أو أفضل (٤) والوأي الوعد وَقَدْ أَثْنَى اللَّهُ تَعَالَى عَلَى نَبِيِّهِ إِسْمَاعِيلَ عليه السلام في كتابه العزيز فقال إنه كان صادق الوعد قيل إنه وعد إنسانا في موضع فلم يرجع إليه ذلك الإنسان بل نسي فبقي إسماعيل اثنين وعشرين يوما في انتظاره ولما حضرت عبد الله بن عمر الوفاة قال إنه كان خطب إلى ابنتي رجل من قريش وقد كان إليه مني شبه الوعد فوالله لا ألقى الله بثلث النفاق أشهدكم أني قد زوجته ابنتي وعن عبد الله بن أبي الخنساء قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث وبقيت له بقية فواعدته أن آتيه بها في مكانه ذلك فنسيت يومي والغد فأتيته اليوم الثالث وهو في مكانه فقال يا فتى لقد شققت علي أنا ههنا منذ ثلاث أنتظرك