كما ورد به الخبر ولما كانت الطباع مائلة إلى اتباع الشهوات القاطعة لسبيل الله وكان المال مسهلاً لها وآلة إليها عظم الخطر فيما يزيد على قدر الكفاية فاستعاذ الأنبياء من شره حتى قال نبيا صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل قوت آل محمد كفافاً (٢) فلم يطلب من الدنيا إلا ما يتمحض خيره وقال اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا وَاحْشُرْنِي فِي زمرة المساكين (٣) واستعاذ إبراهيم صلى الله عليه وسلم فقال {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} وعنى بها هذين الحجرين الذهب والفضة إذ رتبة النبوة أجل من أن يخشى عليها أن تعتقد الإلهية في شيء من هذه الحجارة إذ قد كفى قبل النبوة مع الصغر وإنما معنا عبادتهما حبهما والاغترار بهما والركون إليهما قال نبيا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وتعس عبد الدرهم تعس ولن تعش وإذا شيك فلا انتفش