ومنها تقوية رصيد الإيمان وتغذية الحس والوجدان وتلقيح الأفكار والأذهان
بتلاقى تلك الطوائف المختلفه وتحاكك تلك المواهب المتفاوتة، وتفاعل تلك البيآت المتنوعة.
فيا حجاجنا الكرام، ووفود بيت الله الحرام: إنكم قد رجعتم من تلك البقاع الطاهرة ومواقع الأقدام الطاهرة من رسول الإسلام وصحبه الكرام الذين حملوا النور إلى دنيا الظلام، واكتحلت جفونكم بغبار تلك التربة الكريمة التي نبت فيها الإسلام، فهل نبه ذلك من شعوركم وأيقظ من إحساسكم؟
وإنكم قد رافقتم في سفركم وعاشرتم في طريقكم إخوانا لكم مختلفي
الأذواق والمشارب، فهل انتفعتم بذلك في تلقيح عقولكم وترقية أفكاركم وتهذيب أخلاقكم؟
وإنكم قد ذهبتم بذنوب وسافرتم بعيوب، فنرجو أن لا تكونوا قد رجعتم بها.