للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[نماذج من حسن المعاملة]

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو القدوة الحسنة في المعاملة الحسنة، قال أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم: صحبت النبي عشر سنين فما قال لي في شيء فعلته: لم فعلته؟ ولا في شيء تركته: لم تركته؟ وتعاقب هو وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ورجل آخر من الصحابة في سفر على بعير فكان إذا جاءت نوبته في المشي مشى فيعزمان عليه أن لا يمشي فيأبى ويقول: ما أنتما بأقدر مني على مشي، وما أنا بأغنى منكما عن أجر.

ودعا علي بن أبي طالب غلاما له فلم يجبه فدعاه ثانيا وثالثا فرآه مضطجعا فقال: أما تسمع يا غلام؟ قال: نعم، قال: فما حملك على ترك جوابي؟ قال: أمنت عقوبتك فتكاسلت، فقال: اذهب فأنت حر لوجه الله تعالى وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنه إذا رآى أحدا من عبيده يحسن صلاته يعتقه فعرفوا ذلك من خلقه فصاروا يحسنون الصلاة مراآة له فكان يعتقهم فقيل له في ذلك فقال: من خدعنا في الله أنخدعنا له، وقال رجاء بن حيوة: بت ليلة عند عمر بن عبد العزيز فهم السراج أن يخمد فقمت إليه لأصلحه فأقسم علي عمر لأقعدن وقام هو فأصلحه، قال: فقلت له: تقوم أنت يا أمير المؤمنين؟ فقال: قمت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر، وقال يحي بن أكثم: بت ليلة مع المأمون فانتبه وقد عرض له السعال فجعلت أرمقه وهو يحشو فمه بكم قميصه يدفع به السعال حتى غلبه فسعل وأكب على الأرض لئلا يعلو صوته فانتبه، قال: ومشينا يوما في البستان كنت أنا مما يلي الشمس والمأمون مما يلي الظل فكان يجذبني أن أتحول أنا إلى الظل ويكون هو في الشمس فامتنع من ذلك حتى بلغنا آخر البستان، فلما رجعنا قال: يا يحيى والله لتكونن

<<  <   >  >>