إذا أردت أيها المسلم تعريفا شاملا ومختصرا للخلق الصالح أو لحسن الخلق فهو كل ما دعا إليه دينك وبعث نبيك الذي يقول:"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" فهو إذ يقول: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن نفس عن مسلم كربة نفس الله عليه كربة من كرب يوم القيامة، من ستر مسلما ستره الله" إنما يريد حسن الخلق، وهو إذ يقول:"من غشنا فليس منا" إنما يريد حسن الخلق، وهو إذ يقول:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" إنما يريد حسن الخلق، وهو إذ يقول:"إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج اثنان دون الآخر، من أجل أن ذلك يحزنه" إنما يريد حسن الخلق، وهكذا كل تعاليم الإسلام تدور على هذا المحور الكبير: حسن الخلق- فإن حسن الخلق هو الذي بحعلك قادرا على الإحسان إلى كل إنسان لأنه يسع ما لا يسع المال، وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم:"إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم" والإحسان هو الرباط الوثيق الذي يربط بين إنسان وإنسان، وحسن الخلق هو الذي يحيل العدو صديقا، وهو معنى قوله تعالى:{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} وحسن الخلق هو الذي يجعلك صالحا للحياة لأنه يجعلك صالحا لمعاشرة الأحياء، وهذه وظيفة الإسلام فإنه جاء ليصلح المجتمع بإصلاح الفرد، وليصلح الفرد بإصلاح خلقه، فلا عجب بعد ذلك أن يحصر