كتب أحد القراء يسأل عن قولهم:(من لم يكن له شيخ، فالشيطان شيخه) وما نصيبه من الصحة؟
ولحرصنا على إجابة طلبات القراء، نجيب هذا الأخ بما يلي:
يخيل إلي- أيها الأخ- أن الطريق إلى الله قد سدت في وجهك فأردت اصطحاب دليل يهديك السبيل فاعلم- أيها الأخ- (أن الطريق إلى الله لا تخفى على أحد) كما يقولون، والله تعالى يقول:{أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}؟ لأنه- تعالى- أرحم بنا من قطع صلته بنا إلا بواسطة وكيف وهو يقول:{وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} وإن دين الإسلام لمن اليسر والبساطة والوضوح بحيث لا يحوجنا إلى هذا الشيخ المفروض عليه والمحمول على الناس، كما حمل على المسيحية وسطاء من الرهبان يهيبون الغفران، وإذا كان لا بد من شيخ، فشيخ العلم الذي يزودك بحسن الفهم، ويزيل عن قلبك حجب الوهم، وران الإثم، ويقيم عقيدتك على الأساس الصحيح من النظر السديد، ويعصمك من الزيغ والضلال، ويحميك من الإلحاد والحلول، ويحول بينك وبين الإتجاهات المنحرفة والتيارات المختلفة ثم يقيم على هذا الأساس الصحيح، وثيق البناء من حسن السلوك والسيرة والخلق، ويوضح لك الفروق بين الحلال والحرام، والحسنة والسيئة، والطاعة والمعصية، والسنة والبدعة، والفضيلة والرذيلة.