للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[هذا القرآن]

هذه ألوان من مائدة القرآن رأينا حاجة الناس إليها في رمضان أشد حاجتهم إلى ما يملؤون به موائدهم من ألوان نرجو أن تكون غذاء نافعا لأرواحهم وعقولهم، ودواء شافيا لنفوسهم وقلوبهم {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} وبعد فإذا كنا حقا نقاسي أزمة أخلاقية عامة تتطلب منا ثورة أخلاقية عامة، ترد إلينا رصيدنا العظيم من الخلق العظيم، وإذا كان نبينا هو المثل الأعلى للخلق العظيم، وإذا كان كتابنا هو المصنع العظيم للخلق العظيم، والمورد العذب لخلق الرسول العظيم، وهو لم يزل بين أيدينا مكتوبا، وفي صدورنا محفوظا، فلم لا نعود إليه نصحح أخطاءنا عليه؟ ولم نهجر القرآن ومفتاح سعادتنا لديه؟ لنخش- على الأقل- فضيحتنا يوم يقوم الأشهاد فيشهد علينا من لا ترد شهادته، يشهده الله الذي يقول له: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} يشهد علينا نبينا بأننا هجرنا القرآن: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}.

إن دواءنا في أيدينا فلسنا مرضى، وإن كنزنا في أيدينا فلسنا فقراء، وإن سعادتنا في أيدينا فلسنا أشقياء، شيء واحد ينقصنا ويجب أن يكون، هو المبادرة بالعلاج والمسارعة إلى الخير والعمل بالقرآن "كلكم يدخل الجنة إلا من أبى" كما يقول عليه الصلاة والسلام من حديث.

<<  <   >  >>