لا شيء أضر على الأمم التي تريد أن تتحرر من قيودها، من ميوعة شبابها وضعف نفوسهم واندفاعهم في تيار الشهوات، كما أنه لا أجدى على هذه الأمم من رجولة شبابها وقوة نفوسهم،،الحقيقة المرة والواقع البغيض أن شبابنا- إلا القليل النادر - يلهو والحياة تجد، ويضحك وأفقه عابس، ويرقص والقيود في رجليه ويبذر أمواله في شهواته المحرمة من خمر وتدخين وشهود أفلام داعرة وحفلات خليعة وميزانية مشاريعه الحرة تشكو الإفلاس، وألوف البائسين يشكون الجوع والعرى والحرمان، يحز ف نفسي أن أجيل بصري في جوانب المسجد فلا أرى شبابنا في الصفوف الأمامية ونحن نأمل أن يكون الشباب في الصفوف الأمامية ... ولكن شبابنا يجيبوننا بأنهم جنود الكفاح لا جنود الصلاة، ولكنا نجيبهم بأن صفوف الصلاة هي التجربة الأولى والتمرينات الرياضية لدخول معركة الكفاح، هي عملية التطهير قبل خوض معمعة التحرير هي إعداد النفوس للابتلاء والصبر والاحتمال، فمن فر من صفوف الصلاة لا بؤمن أن يفر من صفوف الكفاح: ومن عجز عن جهاد نفنسه فهو في جهاد عدوه أعجز، ومن خسر في الامتحان الأول لم يفز في الامتحان الثاني، ولكن شبابنا لقن غير هذا وتلعم غير هذا وأعد ليكون جنديا في صفوف أعدائه لا ليكون جنديا ضد أعدائه، إن شبابنا لم يجد البيئة الصالحة لهذا الإعداد الصالح وهذا التجنيد المقدس وإنما وجد بيئة صنعها الاستعمار بيده وطبعها بطابعه فكيف يقاوم شبابنا هذه الآفات كلها وكيف يحارب في هذه الواجهات جميعها؟