إذا اعتبر الإستعمار معلم العربية أكبر أعدائه، فاعتبري أنت الجهل أكبر أعدائك، واعتبري المعلم أقوى عتادك وأصدق أصدقائك، فما اعتبر الإستعمار المعلم أكبر أعدائه إلا لأنه يبدد الظلام، فيظهر اللص الملتحف بالظلام، فلا عجب أن يعشق اللص الظلام ولا عجب أن يقترن الظلم بالظلام، وأن يقول عليه الصلاة والسلام:"الظلم ظلمات يوم القيامة".
أيتها الأمة:
إن الإستعمار يحرص كل الحرص على أن يعيش دهرك كله في ظلام ليبلغ
منك كل مرام، فكذبي فأله، وخيبي آماله.
أيتها الأمة:
إنه لا يستعمر شعب شعبا إلا كان أحدهما عالما والآخر جاهلا، فحيث يوجد استعمار يوجد علم وجهل وحيث يوجد شعب جاهل محكوم يوجد شعب عالم حاكم، فليس من عدو للحرية كالجهل، وليس من قيد للأحرار كالجهل، وليس من وسيلة تعين المستعمر على استعباد الناس كالجهل، وإن الذي يجعل طفلا صغيرا يسوق غنما كثيرة تعد بالمئات هو الجهل، الجهل الذي جعل شعوبا كثيرة العدد تستعبدها شعوب قليلة العدد، فليست المسألة مسألة قلة وكثرة ولكنها مسألة علم وجهل، لذلك كان الإسلام من أول ظهوره ثورة على الجهل، لأن الإسلام ثورة على الإستعباد والعبودية لغير الله، وكان أول ما نزل به الروح الأمين على قلب محمد صلى الله عليه وسلم