حياك الله، أيها الأخ في الله، الذي لا يخط حرفا إلا بوحي من هذه الأخوة الروحية، السامية الشاملة التي تداعت دعائمها وتجاهلها المسلمون، فقلت عدتهم رغم كثرتهم، وذلت نفوسهم بعد عزتهم.
ورعاك الله وزادك رفعة على هذا التواضع الرفيع، فبدلا من أن أكون السابق في هذا الميدان، ميدان شكر أمثالك من العاملين المجدين، لخير المسلمين، كنت السابق -كعادتك- فقد عرفتك سباقا إلى كل خير، مشجعا لكل عامل، ولو كان بطيء الخطى، قريب المدى، كهذا الضعيف.
إنه خلق خبرناه فيك، ولمسناه في مواقفك كلها، يوم كان لعيوننا حظ الاستمتاع برؤيتك، ولأرواحنا لذة القرب منك، ولعقولنا نعمة الآنتفاع بمواهبك، والاقتباس من نورك، وزاد هذا الخلق سموا وسعة وشمولا يوم سعدت بك ربوع الشرق. وحظي بقربك وادي النيل، وحلقت روحك في تلك الأجواء الحرة الطليقة، تعب من فيضها، وتنهل من عبيرها.
إنني أيها الأخ الكريم، لأعتبر تحيتك الطيبة التي نفحتني بها، وكلمتك القيمة التي خصصتني بإهدائها خير مشجع لي على السير في هذا الطريق، وخير مكافأة أتلقاها من صديق، على هذه الفصول المتواضعة، التي كونت لي أعداء، كانوا يوم أقرض الشعر وأعمل في حقل الأدب أصدقاء، ولا عجب فالناس عبيد ما ألفوا، حرب على من تحدثه نفسه بتحويل وجوههم عن هواهم، ولو كان فيه