(قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين).
لا مرض، كمرض القلب، ولا صحة كصحة القلب، لأن القلب هو مبعث المرض والصحة لهذا الإنسان، فإذا مرض قلبه فهو مريض، وإذا صح، فهو صحيح، "ألا وإن في الجسد مضغه، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب".
ذلك هو رأي نبي الإسلام- عليه الصلاة والسلام- في القلب، منذ ما يقرب من أربعة عشر قرنا، وما زال هو الرأي الصحيح، الذي يجب الرجوع إليه، والاعتماد عليه، فما زال قلب الإنسان هو نقطة البدء في صحته ومرضه، ومازال قلب الإنسان هو العامل الأول في سعادته وشقائه، ومازال قلب الإنسان هو السبب الرئيسي في رقيه وانحطاطه، وفي عزه وهوانه، وفي حربه وسلمه، وعلى قدر قيمة هذا القلب وتأثيره في حياة الإنسان، كانت العناية به من ذوي الرأي والحكمة ودعاة الإصلاح، فهم لا يفتأون حراسا على هذا القلب، الذي هو كل شيء في حياة الإنسان، يحمون حماه من كل دخيل، ويبادرون بالعلاج كلما ألم بساحته مرض.
وهذا دواء من أدوية القلب، يتقدم به إلى مرضى القلوب، أحد أطباء القلوب، وهو يتركب من خمسة أشياء كل واحد منها دواء قائم بنفسه يكفي للقضاء على كل داء ينزل بساحة القلب، إذا استعمل بصدق وإخلاص. وأول هذه الأشياء الخمسة: