إذا كانت الآية السابقة-: "إنا نحن نزلنا الذكر، وإنا له لحافظون) - عنوان مجد الخلود للقرآن فهذه الآية عنوان مجد الكمال للاسلام فهي تغلق الباب في وجه المبتدعين الذين لا تطيب لهم الحياه إلا على تعدى الحدود وتسور الأبواب، والإتيان- دائما- بجديد لا تسيغه إلا عقولهم الشاذة، فيحدثون في دين الله ما لم يأت به نص، ولم يقم عليه دليل، بدعوى الاستحسان فلا يجنون من صنيعهم إلا عكس ما أرادوا، وإذا بهذا الذي أدخلوه على دين الله هو الذي يخرجهم منه جزاء وفاقا، وذلك معنى قوله- عليه الصلاة والسلام-: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، وخفي عنهم أن الله ما سكت عما تبجحوا به إلا رحمة بهم وشفقة عليهم، قال- عليه الصلاة والسلام-: "إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم، غير نسيان، فلا تبحثوا عنها" وأدهى وأمر، من كل ما مر، تلك الرسالة المفتعلة المنتحلة عن رسول الله التي يروجها (الشيخ أحمد خادم القبر الشريف) كما هو مثبت في صدر هذه الرسالة، التي أثارت ضجة وكثر حولها اللغط، وشغلت بال كثير من الناس، حتى كتب إلينا بعضهم يسأل عن حقيقة أمرها، إنها لجراءة منكرة على رسول الله، ودناءة مفضوحة في الاتجار بدين الله، وتحيل بارد ممقوت، للعيش على هامش الحياة، إن محمدا صلى الله عليه وسلم قد بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونام قرير العين مرتاح الضمير، ناعم البال، لأنه ما انتقل إلى جوار ربه حتى نزل عليه من ربه:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} أبعد هذا كله يأتي (الشيخ أحمد) أو غيره يكذب على الله ويتجرأ على رسول الله، ويأتينا برسالة جديده