نقضي على الداء ونحن نعرض عن الدواء؟ والعجب أن دواءنا معنا وداؤنا يكاد يقضي علينا:
كالعيس في البيداء يقتلها الظما ... والماء فوق ظهورها محمول
فلنبدأ من هنا ولننزع من قلوبنا كل ما علق بها من فساد فإذا صلحت صلح كل شيء، ولذا يقول عليه الصلاة والسلام:(ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) ولنستعن على إصلاح قلوبنا بتدبر القرآن وأن الله ما أنزل القرآن إلا لنتدبر آياته ولنتدكر به لا لنهجره وليقول الرسول صلى الله عليه وسلم شاهدا علينا عند ربه: {يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} كما أنه لم ينزله علينا لنشقى والله تعالى يقول: {طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى}.
فاللهم يا محيى القلوب ويا باعث الموتى هب لقلوبنا حياة فإن دينك لا يحي إلا في القلوب الحية.