للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نلوم شبابنا الذين تجاوزت فيهم حدة الشباب حدها، وطغت عليهم نزوة الصبا فلم يستطيعوا ردها؟

إن للشباب لفورة، وإن لجماحه لسوره،

وضعوا اللحم للبزا ... ة على ذروتي عدن

ثم لاموا البزاة أن ... خلعوا عنهم الرسن

وإن للصيف لمأثيرا آخر على الأعصاب، تصعب مقاومته على الشباب، فإن العري فيه ولا سيما في العواصم الكبيرة التي يحتضنها البحر ليمد مده، حتى يتجاوز حده، ولكنني لا أعجب لشيء كما أعجب لهؤلاء الآباء الذين يبيحون لبناتهم أن يخرجن عاريات مع عدم يقينهم برجعوعهن سالمات، وكيف بسلامة الحواسر، من مخالب الكواسر؟ وأعجب من هذا أن يعتقدوا أن هذا لا يتحرج منه الإسلام، أو يجب أن يتسع له صدر الإسلام، ومعنى هذا أنهم لا يهمهم أن يجمعوا بين عدم الغيرة وعدم الحياء فيريدوا من الدين أن يبيح ما أباحوا ويعينهم على ضلالهم ويمد لهم في طغيانهم.

كان النبي صلى الله عليه وسلم قد كسا أسامة بن زيد (قبطية) وهي نسيج شفاف لا يستر مما تحته وينسب إلى قبط مصر، فكساها زيد امرأته، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أخاف أن تصف حجم عظامها قال الشريف الرضى: (والمراد أن القبطية لرقتها تلصق بالجسم فيبين حجم الثديين والرادفتين وما يشذ من لحم العضدين والفخذين فيعرف الناظر إليها مقادير هذه الأعضاء حتى تكون كالظاهرة للحظه والممكنة للمسه، ولذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إياكم ولبس القباطي، فإنها إلا تشف تصف.

هذا فيما يشف من اللباس، فكيف لو رآى النبي وعمر، العري الذي ابتدعه الناس؟ إن أصل البلاء كله هو موت خلقين أساسيين: الغيرة والحياء، الغيرة في الرجل والحياء في المرأة.

أيها المسلم الذي ما زال يدين بالإسلام ويعمل بما فيه من حلال وحرام، إن الحجاب اليوم لا يحترمه من لا يدين بالإسلام، بل ربما أغرى الناس بارتكاب الآثام،

<<  <   >  >>