للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما أسلفته إلا برهن، فأخبرته فقال: والله، إني لأمين في السماء، أمين في الأرض، ولو أسلفني لأديته، فاذهب بدرعي وأرهنه عنده.

وجاء أسامة بن زيد ليشفع في امرأة سرقت، ووجب عليها حد السرقة، فغضب وقال: أتشفع في حد من حدود الله، والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.

وبعثت زينب بنت الحرث زوجة سلام بن مشكم اليهودي بشاة مسمومة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فجيء بها إليه، فاعترفت بأنها أرادت قتله فقال: ما كان الله ليسلطك على ذلك، فقال بعض الصحابه: أفلا نقتلها؟ فقال: لا.

وكان في سفر فأمر أصحابه بإعداد شاة، فقال أحدهم: علي ذبحها، وقال آخر: علي سلخها، وقال ثالث علي طبخها، فقال صلى الله عليه وسلم: علي جمع الحطب، فقالوا: يا رسول الله نكفيك العمل، فقال: قد علمت أنكم تكفونني، ولكنني أكره أن أتميز عليكم، فإن الله يكره من عبده أن يراه متميزا بين أصحابه.

وخرج إلى بئر يغستل عندها، فأمسك حذيفة بن اليمان الثوب وقام يستر رسول الله حتى اغتسل، ثم جلس حذيفة ليغتسل فتناول النبي صلى الله عليه وسلم- الثوب وقام يستر حذيفه عن الناس، فأبى حذيفة وقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله لا تفعل، فابى صلى الله عليه وسلم إلا أن يستره حتى اغتسل.

إن هذا الذي يقضي حياته كلها متحريا العدل والإنصاف، وإعطاء كل ذي حق حقه، يقول في حجة الوداع التي ختم بها سفر حياته.

أيها الناس: (من أخذت له مالا، فهذا مالي فليأخذ منه، ومن كنت شتمت له عرضا، فهذا عرضي، ومن ضربته ضربة، فليقتص مني قبل يوم القيامة) صلى الله عليه وسلم.

<<  <   >  >>