على صدرها، -الذي هو: الاستعمار- فتخرح من هذه المناسبات وقد شحنت بكل ما هو إسلامي، وحقنت بإثارة الغيرة على شخصيتها ولغتها ودينها، وبث روح الحقد والكراهية على المستعر الذي لا صلة له ولا رابطة تربطه بها، إلا صلة الظالم بالمظلوم، أو رابطة المستعمر بالمستعمر، مما فوت على دعاة التجنيس في هذه الرقعة من الوطن الإسلامي غرضهم، وأوغر صدور أرباب السلطة على رجال الجمعية، لاسيما وقد رأوهم يمثلون سلطة تناهض سلطتهم: فقد كان رجال الجمعية يحرصون كل الحرص على أن يقوموا بمهمة: حكومة مؤقتة فيباشروا كل مهام هذا الشعب، ويرعوا مصالحه، ويسووا مشاكله، ويقضوا على كل ما يقع من خلاف وما يحدث من نزاع بين المواطنين المسلمين.
لقد آلت هذه الجماعة على نفسها أن تبذل كل ما في وسعها، لتعيد إلى هذه الديار، المجتمع الإسلامي الذي بذل الحكم الفرنسي كل ما في وسعه للقضاء عليه، {وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ}.
فإلى كل من يغار على دينه، ويعتز بأمجاده، ويحرص على سيادة المجتمع الإسلامي والعمل بمبادئ الإسلام .....
أقدم هذا الكتاب راجيا من الله عز وجل أن يكون لبنة متواضعة في صرح الدعوة الإسلامية.