للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غِشَاوَةٌ} لذلك لا يخلو زمان ولا مكان من منكرين للبعث والجزاء ولا سيما هذا العصر المادي الذي لا يؤمن أهله إلا بكل مادي محسوس ولقد رأينا كثيرا من المسلمين اليوم جرفهم هذا التيار، تيار الإنكار لعالم الغيب وعدم الإيمان بغير المادي المحسوس من الأشياء، ولاسيما من تثقف ثقافة غربية، فإذا حدثتهم عن العالم الآخر سخروا منك وضحكوا ملء أفواهم على بقائك متمسكا بهذه القشور (هكذا). ولولا أن الله لم يرد بهم خيرا لرأوا أن الإيمان بالبعث والجزاء لا يفوت عليهم شيئا من رغباتهم كما يفوته عليهم إنكارهم وكفرهم، وليتهم- على الأقل - آمنوا إيمان أبي العلاء المعري إذ يقول:

قال المنجم والطبيب كلاهما ... لا تحشر الأجساد قلت إليكما

ان صح قولكما فلست بخاسر ... أو صح قولي فالخسار عليكما

<<  <   >  >>