للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحكمة أيضًا: أن من كثرت حسناته وعظمت، وكان له في الإسلام تأثير ظاهر، فإنه يُحتمل منه ما لا يحتمل لغيره، ويُعفى عنه ما لا يُعفى عن غيره، فإن المعصية خبث، والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث، بخلاف الماء القليل، فإنه لا يحتمل أدنى خبث) (١) اهـ.

* ومن ذلك ما في كتبه من لمز العلماء، بل الدعاء على بعضهم، فلا يقتصر على أداء واجب بيان الحق وإبطال الباطل، بل يزيد على ذلك أن يسلقهم بألسنة حداد:

فقد قال في حق الإمام أبي جعفر الطحاوي رحمه الله: (وفي عقيدته بلايا، الأصل والشرح كلاهما) (٢)، ويتهكم من العلامة الألباني؛ لأنه خرج أحاديث " شرح الطحاوية " قائلاً: (وما أدري ما هذا! أفرغت عقائد أهل السنة حتى يكون هذا؟!).

ولم يسلم من جرأته حتى شيخ الإسلام ابن تيمية، فقد نقل عنه رحمه الله قوله: " إن الإرجاء بدعة لفظية "، ثم قال: " وهذا تهوين من شأنها، وليس بصواب، بل هي بدعة حقيقية لفظًا ومعنى ".

والجواب عن ذلك: أن سياق كلام شيخ الإسلام يبين أنه رحمه الله لم يقصد بذلك كل المرجئة، وإنما فرقة واحدة منهم وهم " مرجئة الفقهاء "، فإن الخلاف معهم لفظي من حيث اتفاقُ الجميع على أن أهل الكبائر متوعدون بالنار (٣)، أما الزعم بأن العمل ليس من الإيمان؛ فهو خطأ بين , بل بدعة (لا سيما وقد صار


(١) " مفتاح دار السعادة " (١/ ١٧٦).
(٢) " من هي الطائفة المنصورة " مخطوط ص (٤).
(٣) " الإيمان " بتحقيق الألباني ص (٢٨١ - ٢٨٢).

<<  <   >  >>