للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن إسحاق «١» : فلما انتشر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فى العرب وبلغ البلدان، ذكر بالمدينة، ولم يك حى من العرب أعلم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذكر وقبل أن يذكر من الأوس والخروج، وذلك لما كانوا يسمعون من أخبار يهود، وكانوا لهم حلفاء ومعهم فى بلادهم.

فلما وقع ذكره بالمدينة وتحدثوا بما بين قريش فيه من الاختلاف، قال أبو قيس بن الأسلت الأوسى، وكان يحب قريشا، وكان يقيم فيهم السنين بامرأته أرنب بنت أسد ابن عبد العزى بن قصى، قصيدة يعظم فيها الحرمة، وينهى قريشا عن الحرب ويذكر فضلهم وأحلامهم، ويأمرهم بالكف بعضهم عن بعض وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويذكرهم بلاء الله عندهم ودفعه الفيل عنهم فقال:

ويا راكبا إما عرضت فبلغن ... مغلغلة عنى لؤى بن غالب «٢»

رسول امرىء قد راعه ذات بينكم ... على النأى محزون بذلك ناصب

وقد كان عندى للهموم معرس ... ولم أقض منها حاجتى ومآربى

أعيذكم بالله من شر صنعكم ... وشر تباغيكم ودس العقارب

وإظهار أخلاق ونجوى سقيمة ... كوخز الأثافى وقعها حق صائب «٣»

فذكرهم بالله أول وهلة ... وإحلال إحرام الظباء الشوازب «٤»


- (١٢٦٩) ، مسند الإمام أحمد (٣/ ١٠٤، ١٨٧، ١٩٤، ٢٦١، ٢٧١، ٤/ ٢٣٦) ، البيهقى فى السنن الكبرى (٣/ ٣٥٣، ٣٥٤، ٣٥٥، ٣٥٦، ٤/ ٢٢١) ، الدر المنثور للسيوطى (٦/ ٢٨) ، مجمع الزوائد للهيثمى (٣/ ١٢) ، مشكاة المصابيح للتبريزى (٥٩٠٢) ، نصب الراية للزيلعى (٢/ ٢٣٩) ، فتح البارى (٢/ ٤١٣، ٥٠١، ٥٠٨، ٥١٠، ٥١٢، ٥١٩، ١٠/ ٥٠٤، ١١/ ١٤٣) ، صحيح ابن خزيمة (١٤٢٣، ١٧٨٩) ، شرح السنة للبغوى (٤/ ٤١٤) ، كنز العمال للمتقى الهندى (٢٣٥٤٠، ٢٣٥٤٨) ، إتحاف السادة المتقين للزبيدى (٧/ ١٩٥) ، البداية والنهاية لابن كثير (٣/ ١٠٧، ٥/ ٨٩، ٦/ ١٠٢، ١٠٦) ، دلائل النبوة للبيهقى (٢/ ٨٩، ٦/ ١٣٩، ١٤٤) ، طبقات ابن سعد (١/ ١/ ١٧، ١/ ٢/ ٤٢) ، المعجم الكبير للطبرانى (١٠/ ٣٤٦) ، مصنف ابن أبى شيبة (١٠/ ٢١٩، ٣٤٦، ١١/ ٤٨١) .
(١) انظر: السيرة (١/ ٢٣٢) .
(٢) مغلغله: قال السهيلى: المغلغلة: الداخل إلى أقصى ما يراد بلوغه منها أى محموة من بلد إلى بلد وقيل: المسرعة من الفلفلة وهى سرعة السير. انظر: اللسان (مادة غلغل) .
(٣) الوخز: الطعن الغير نافذ، وقيل: هو الطعن النافذ فى جنب المطعون. الأشافى: جمع إشفى، وهى حديدة يفرز بها الأسكافى.
(٤) أحرام الظباء: التى يحرم صيدها فى الحرم. الشوازب: المضمرات، وقيل: الشازب الضامر اليابس من الناس وغيرهم.