أظلمت الأرض لفقدانه ... واسود نور القمر الناصل
صلى عليه الله فى جنة ... عالية مكرمة الداخل
كنا نرى حمزة حرزا لنا ... فى كل أمر نابنا نازل
وكان فى الإسلام ذا تدرأ ... يكفيك فقد القاعد الخاذل
لا تفرحى يا هند واستحلبى ... دمعا وأذرى عبرة الثاكل
وابك على عتبة إذ قطه ... بالسيف تحت الرهج الجائل
إذا خر فى مشيخة منكم ... من كل عات قلبه جاهل
أرداهم حمزة فى أسرة ... يمشون تحت الحلق الفاضل
غداة جبريل وزير له ... نعم وزير الفارس الحامل
وقال عبد الله بن رواحة يبكى حمزة، وتروى- أيضا- لكعب بن مالك رضى الله عنهم أجمعين:
بكت عينى وحق لها بكاها ... وما يغنى البكاء ولا العويل
على أسد الإله غداة قالوا ... أحمزة ذاكم الرجل القتيل
أصيب المسلمون به جميعا ... هناك وقد أصيب به الرسول
أبا يعلى لك الأركان هدت ... وأنت الماجد البر الوصول
عليك سلام ربك فى جنان ... مخالطها نعيم لا يزول
وقالت صفية بنت عبد المطلب تبكى أخاها حمزة رضى الله عنهما:
أسائلة أصحاب أحد مخافة ... بنات أبى من أعجم وخبير
فقال الخبير إن حمزة قد ثوى ... وزير رسول الله خير وزير
دعاه الإله الحق ذو العرش دعوة ... إلى جنة يحيا بها وسرور
فذلك ما كنا نرجى ونرتجى ... لحمزة يوم الحشر خير مصير
فو الله لا أنساك ما هبت الصبا ... بكاء وحزنا محضرى ومسيرى
على أسد الله الذى كان مدرها ... يذود عن الإسلام كل كفور
فيا ليت شلوى عند ذاك وأعظمى ... لدى أضبع تعتادنى ونسور
أقول وقد أعيى النعى عشيرتى ... جزى الله خيرا من أخ ونصير
وقالت نعم امرأة شماس بن عثمان تبكى زوجها شماسا وأصيب يوم أحد:
أعلى الرمح.