للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا (١) . ولعل أساس هذا الرأى أن زنا الشيخ مذموم، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر" (٢) .

٥١٧ - حالات مختلفة على عقوبتها: وهناك حالات بعينها مختلف على العقوبة الواجبة فيها، ويرجع هذا إما إلى الاختلاف على تكييف هذه الحالات، وإما إلى الاختلاف على النصوص التى تحكمها، وسنتكلم على هذه الحالات فيما يلى:

٥١٨ - حالة اللواط: يترتب على اعتبار اللواط زنًا أن يعاقب عليه بعقوبة الزنا، ولكن القائلين باعتبار اللواط زنًا اختلفوا فى عقوبته:

فقال مالك: إن عقوبة اللواط الرجم مطلقًا سواء الفاعل والمفعول به محصنين أو غير محصنين (٣) .

وفى مذهب الشافعى وأحمد ثلاثة آراء (٤) :

أولها: أن اللواط حكمه حكم الزنا، فيعاقب اللائط والملوط به بعقوبة الزنا، فمن كان محصنًا رجم ومن لم يكن محصنًا جُلد وغُرِّب. وحجة أصحاب هذا الرأى ما رواه أبو موسى الأشعرى عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أتى الرجل الرجل فهما زانيان" (٥) ؛ ولأنه حد يوجب بالوطء فاختلف فيه البكر والثيب.

ثانيها: أن اللائط هو الذى يرجم أما الملوط به فلا يرجم وإنما يُجلد ويُغرَّب فى كل الأحوال، سواء كان ذكرًا أو أنثى محصنًا أو غير محصن؛ لأن الإحصان


(١) المحلى [ج١١ ص٢٣٤] .
(٢) رواه مسلم والنسائى.
(٣) شرح الزرقانى [ج٨ ص٨٢] ، مواهب الجليل [ج٦ ص٢٩٦] .
(٤) نهاية المحتاج [ج٧ ص٤٠٣، ٤٠٤] ، أسنى المطالب [ج٤ ص١٢٦] ، المهذب [ج٢ ص٢٨٥] ، المغنى [ج١٠ ص١٦١] ، الإقناع [ج٤ ص٢٥٣] .
(٥) أخرجه البيهقى وأبو داود والطيالسى، وراجع: نيل الأوطار [ج٧ ص٣٠] .

<<  <  ج: ص:  >  >>