للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أول ملوك العجم الذين أسلموا وولاه النبي صلّى الله عليه وسلم الحكم باسم الإسلام «١» ، وهذا أبلغ دليل على عالمية الإسلام وسماحته وارتفاعه فوق القوميات والعصبيات فرجل أعجمي وأجنبي عن البلاد يسلم فلا مانع إطلاقا من أن يحكم تحت راية الإسلام.

ومن ولاة اليمن معاذ بن جبل، وأبو موسى الأشعري، وعلي بن أبي طالب، وعمرو بن حزم الأنصاري، ومر تنظيم حكم اليمن وتقسيم مناطقه بمراحل حيث أصبح بعد حجة الوداع على النحو التالي:

١- مخلاف صنعاء وعليه شهر بن باذان.

٢- مخلاف حضر موت وعليه زياد بن لبيد البياضي.

٣- مخلاف الجند- عاصمة حمير- وعليه معاذ بن جبل وكان له الإشراف على بقية المخاليف وتجمع عنده الأموال ليرسلها إلى الرسول صلّى الله عليه وسلم في المدينة.

٤- مخلاف تهامة وعليه الطاهر بن أبي هالة «٢» .

[* ولاية مكة:]

رأينا في الصفحات السابقة كيف وصلت الدعوة الإسلامية إلى اليمن، وأصبحت جزآ من الدولة الإسلامية، يحكمها ولاة من قبل النبي صلّى الله عليه وسلم وتوافد عليها الصحابة قضاة ومعلمين. وفي العام الثامن الهجري وفي شهر رمضان توجه النبي صلّى الله عليه وسلم إلى مكة ففتحها، ويقول الطبري: إن النبي صلّى الله عليه وسلم ترك فيها أبا بكر رضي الله عنه ليدبر الأوضاع بعد الفتح ويعلم الناس، ثم تولى ولاية مكة عتاب بن أسيد وظل واليا عليها حتى وفاة الرسول صلّى الله عليه وسلم «٣» ، وفرض الرسول صلّى الله عليه وسلم لعتاب درهما واحدا في اليوم كراتب، وكان عتاب يقول: أجاع الله كبد من جاع على درهم فقد رزقني رسول الله درهما كل يوم فليست لي حاجة إلى أحد، وهذا الراتب من أول ما وضع من الرواتب للعمال «٤» .


(١) انظر اليمن في صدر الإسلام، رسالة ما جستير لعبد الرحمن عبد الواحد محمد (ص ١١٣) - نقلا عن الاستيعاب لابن عبد البر (٣/ ٣٦٥) ، وابن حجر في الإصابة (٣/ ٦٣٠) ، وابن سعد في الطبقات (٥/ ٥٣٣) ، والرازي- تاريخ مدينة صنعاء (ص ٧٥) .
(٢) انظر البلاذري- فتوح البلدان (١/ ٨٢) وما بعدها، والقلقشندي- صبح الأعشى في صناعة الإنشا (٥/ ٢٦) .
(٣) الطبري (٢/ ٨٢) ، سيرة ابن هشام (٤/ ٦٩) ، البلاذري (٢/ ٤٦) .
(٤) الإسلام والحضارة العربية محمد كرد علي (٢/ ٩٩) .

<<  <   >  >>