هذا، وسيظل إلى أن تنتهي الحياة على هذه الأرض؛ لأنهم بهرتهم أعمال الرسول صلّى الله عليه وسلم وجهاده وقدرته الفائقة على العمل والبناء وتعمير الحياة.
ففي غضون عقدين من الزمان تقريبا بلّغ الرسالة الإسلامية العالمية الخالدة وأدّى الأمانة، وأسس دولة وأنشأ حضارة، ووحّد أمة وربّاها على الخلق القويم وهيأها لتفتح معظم العالم المعمور آنئذ وتملأه عدلا ورحمة وبرّا وسماحة.
فكان علينا أن ننوه بفضل وجهود العلماء الذين أسدوا لنا هذه المكرمة الجليلة، ونقلوا لنا سيرة رسولنا صلّى الله عليه وسلم موثقة غاية التوثيق، مما سيراه القارئ الكريم في ثنايا البحث.
البحث الثاني: وعنوانه: «صدى الدعوة في مدن الحجاز- غير مكة- كالطائف والمدينة» وقد ألقي في الندوة العالمية الثالثة لتاريخ شبه الجزيرة العربية «عصر الرسول والخلفاء الراشدين» التي نظمتها جامعة الملك سعود بالرياض بالمملكة العربية السعودية في الفترة من (١٥- ٢١ محرم ١٤٠٤ هـ/ ٢١- ٢٧ أكتوبر ١٩٨٣ م) . وطبع في أعمال تلك الندوة وقد عنيت في هذا البحث ببيان الحالة الدينية في شبه جزيرة العرب بصفة عامة، وفي الحجاز بصفة خاصة قبل ظهور الإسلام، ثم وضحت موقف أهل الطائف- قبيلة ثقيف- من الدعوة الإسلامية، والأسباب التي جعلتهم يقفون ذلك الموقف العدائي من الرسول صلّى الله عليه وسلم- وبصفة خاصة عندما ذهب إليهم في ديارهم- فحتى بعد أن فتحت مكة المكرمة وأسلم أهلها، ظل أهل الطائف على عنادهم ما يقرب من عام قبل أن يعلنوا إسلامهم.
ثم بيّنت موقف أهل يثرب- المدينة المنورة- الأوس والخزرج من الدعوة الإسلامية، وأسباب التحول الذي حدث في موقفهم، وجعلهم يقتربون من النبي صلّى الله عليه وسلم، ويؤمنون به ويبايعونه على نصرته ويستقبلونه في بلدهم، ويضحون من أجل دعوته بأنفسهم وأموالهم، ووضّحت أثر اليهود في هذا التحول.
البحث الثالث: وعنوانه: «العلاقات بين المسلمين وقريش من الهجرة إلى بدر» وقد نشر في مجلة كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض. العدد الرابع سنة (١٤٠٠ هـ/ ١٩٨٠ م) . في هذا البحث وضحت الخطوط الرئيسية لسياسة الرسول صلّى الله عليه وسلم بعد الهجرة نحو قريش، عدوه الرئيسي في تلك المرحلة، وأبرزت النشاط العسكري والسياسي الذي بذله صلّى الله عليه وسلم في تلك الفترة