للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأساطيل البيزنطية العتيدة. كان مفاجأة مذهلة للإمبراطور البيزنطي، الذي لم يكن يساوره أي شك في انتصار أساطيله، ومن ثم العودة إلى استرداد مصر والشام من المسلمين، ولكن الهزيمة القاسية التي لحقت به، جعلته يقلع نهائيّا عن فكرة استرداد مصر والشام، والتسليم بالأمر الواقع؛ ولذلك عاد من الهزيمة لا ليستقر في عاصمته العتيدة- القسطنطينية بل ذهب إلى جزيرة صقلية المواجهة لإفريقية- تونس- عله ينجح في حماية شمال إفريقيا، بعد أن فقد الأمل في العودة إلى مصر والشام، ولكن حتى هذا الأمل ضاع من الإمبراطور التعس الذي لقي مصرعه في تلك الجزيرة اغتيالا، ثم تابع المسلمون فتح الشمال الإفريقي كله، وأخرجوا الروم منه أذلاء، كما أخرجوهم من الشام ومصر.

وانطلقت الأساطيل الإسلامية تمخر عباب البحر الأبيض المتوسط، وتفتح جزره في الشرق والجنوب والغرب محققة السيادة الإسلامية على ذلك البحر.

ولا نبالغ إذا قلنا: إن كل ذلك لم يكن ممكنا بدون فتح مصر، وتعاون أهلها مع الفاتحين المسلمين، وتقديم خبرتهم في بناء الأساطيل الإسلامية.


في البحر المتوسط (ص ٦٠) وما بعدها.

<<  <   >  >>