مصر، وطبيعة النظام الموجود بها، وسياستها العربية كل هذا سيؤدي إلى مجموعة ظروف تدفع بإسرائيل إلى التدخل.. فمصر بسبب نزاعاتها الدخلية لم تعد تشكل بالنسبة إلينا مشكلة استراتيجية ومن السهل أن نجعلها تعود خلال ٢٤ ساعة إلى الوضع الذي كانت عليه بعد حرب يونيو (١٩٦٧) . لقد ماتت أسطورة مصر زعيمة العالم العربي، وفقدت مصر ٥٠ من قدرتها.. وكبناء موحد أصبحت مصر جثة هامدة، وبخاصة إذا أخذنا في الاعتبار المجابهة المتزايدة والمتصاعدة بين المسلمين والمسيحيين، بها ويجب أن يكون هدفنا هو تقسيمها إلى أقاليم جغرافية متباينة في الثمانينيات، فإذا تمت تجزئة مصر، وإذا فقدت مصر سلطتها المركزية، فلن تلبث بلدان مثل ليبيا والسودان وبلدان أخرى أبعد من ذلك أن يصيبها التحلل، وتشكيل حكومة قبطية في مصر العليا- الصعيد- وإقامة كيانات صغيرة إقليمية، هو مفتاح تطور تاريخي. يؤخره حاليا اتفاق السلام، ولكونه تطور آت لا محالة على الأجل الطويل.. ومشكلات الجبهة الشرقية أكثر وأشد تعقيدا من مشكلات الجبهة الغربية.
وهذا على عكس ما يبدو في الظاهر. وتقسيم لبنان إلى خمسة أقاليم يوضح ما يجب أن ينفذ في البلدان العربية، وتفتيت العراق وسوريا إلى مناطق تحدد على أساس عنصري أو ديني يجب أن يكون هدفا ذا أولوية بالنسبة لنا على الأجل الطويل. وأول خطوة لتحقيق ذلك هو تدمير القوة العسكرية لتلك الدول.
والتشكيل السكاني لسوريا يعرضها للتمزق، وقد يؤدي إلى إنشاء دولة شيعية على الساحل، ودولة سنية في منطقة حلب، وأخرى في دمشق، وإنشاء كيان درزي قد يرغب في أن تحول إلى دولة على أرض الجولان التابعة لنا تضم حوران وشمال المملكة الأردنية.. ومثل هذه الدول ستكون على المدى الطويل ضمانا لأمن وسلام المنطقة. وهذا هدف في متناولنا فعلا تحقيقه. أما العراق فهي غنية بالبترول، وفريسة لصراعات داخلية وسيكون تفككها أهم بالنسبة لنا من تحلل سوريا؛ لأن العراق يمثل- على الأجل القصير- أخطر تهديد لإسرائيل، وقيام حرب سورية عراقية سيساعد على تحطيم العراق داخليّا، قبل أن يصبح قادرا على الانطلاق في نزاع كبير ضدنا، وكل نزاع داخلي عربي سيكون في صالحنا، وسيساعد على تفكك العرب.. وربما ساعدت الحرب العراقية الإيرانية على ذلك الانحلال والضعف في صفوف العرب.. والأردن هدف استراتيجي في التو واللحظة، لن