والصهيونية تتحدث وتخوف العالم من القنبلة الباكستانية بالذات؛ لأنها قنبلة إسلامية، ومع أن رئيس وزراء باكستان نفى ذلك وقال: إن القنبلة هي باكستانية للرد على القنبلة الهندية وليست إسلامية؛ لأن القنابل لا دين لها، ورغم ذلك فإن الإعلام الغربي والصهيوني يصر على وصف القنبلة الباكستانية بأنها القنبلة الإسلامية. ومع أن أمريكا هي أول دولة في العالم صنعت القنبلة الذرية بل استخدمتها بدون ضرورة في تدمير مدينتين يابانيتين- هيروشيما ٦/ ٨/ ١٩٤٥ م ونجازاكي في ٩/ ٨/ ١٩٤٥ م- إلا أن أحدا لم يسم قنبلتها بالقنبلة المسيحية، وتبعتها روسيا فلم يسم أحد قنابلها بالقنابل الشيوعية ولا سمى أحد القنابل الإنجليزية والفرنسية بالمسيحية ولا القنابل الإسرائيلية بالقنابل اليهودية، ولا حتى القنابل الهندية التي سبقت الباكستانية فلم يسمها أحد بالقنابل الهندوسية، فقط قنبلة باكستان التي تسمى بالإسلامية وبتركيز شديد واستمرار والمعنى واضح، وهو تشويه سمعة الإسلام والمسلمين.
ز- آخر التقاليع الأمريكية في هذا السياق- قانون الاضطهاد الديني أو حماية الأقليات الدينية والذي وافق عليه مجلس النواب الأمريكي في مايو (١٩٩٨ م) بأغلبية كبيرة «١» - (٣٧٥) صوتا ضد (٤١) - وهذا القانون يقضي بفرض عقوبات اقتصادية على الدول التي بها أقليات دينية، بزعم أنها تضطهد تلك الأقليات الدينية، وهذا قانون لا مثيل له في الدنيا؛ لأنه تدخل واضح وفاضح في شؤون الدول الداخلية، ولكن الهدف الأمريكي من ذلك غير خاف على أحد، وهو مضايقة الدول الإسلامية وإحراجها كلما أرادت أمريكا ذلك، والشيء المؤسف أن الكونجرس الأمريكي- الذي يسيطر عليه اللوبي الصهيوني- يصر على أن المسلمين في مصر يضطهدون المسيحيين في الوقت الذي يعلن فيه المسيحيون أنفسهم وعلى لسان أكبر مسؤول وهو رئيس الكنيسة المصرية البابا شنودة الثالث أنه لا يوجد اضطهاد ولا سياسة عدائية للمسيحيين في مصر، لا من الدولة ولا من المواطنين المسلمين، وأن حوادث الإرهاب التي يتعرض لها أحيانا بعض المسيحيين، هي حوادث فردية وليس لها بعد سياسي أو ديني ويتعرض المواطنون المسلمون لأضعافها، ولكن على الرغم من كل ذلك إلا أن أعضاء الكونجرس يصرون على الاتهام ويقولون للبابا وغيره من قادة المسيحيين: نحن نعرف أكثر منكم.
(١) صحيفة الأهرام: العدد (٤٠٧٧٣) السبت (٢٥/ ٧/ ١٩٩٨ م) .