وما فعلته في مسألة الأعلام فعلته كذلك في الألفاظ الغريبة التي كانت تعترضني في المتون، فسعيت الى شرحها ليسهل النصّ، وهو هدفي الأول والأخير. وبحثت بين المعاجم لأجعل أحدها مستندي الاوّل فكان «القاموس المحيط» . غير أنّ اللفظة قد يتعذّر كشفها فيه فأعود الى «تاج العروس» أو تتطلّب شرحا أوفى فأرى «اللسان» ، وقد تحتاج إلى المعنى المجازي فأقبل على «أساس البلاغة» . واذا كانت اللفظة تحتاج الى الدّقة أبحث عنها في «مقاييس اللغة» . كما لم آل جهدا في البحث عن اللفظة الواحدة في أكثر من معجم إذا احتاج المعنى. وكنت أضع للفظة معناها المناسب في النص، ولذا فانني شرحت اللفظة أكثر من مرّة في أكثر من مكان، على أنني كنت، أحيانا، أقدّم لها بعض الشرح المعجمي إن احتاج الأمر إلى ذلك لاستقامة المعنى.
أمّا الألفاظ الفارسية، وهي كثيرة، فقد اعتمدت «فرهنك «١» معين» لأنه أكبر المعاجم الفارسية احتواء للمعاني، وأكثرها صحة وشهرة وتناولا.
ولكنني كنت أميل كذلك إلى «المعجم الذّهبي»«٢» لأنه معجم فارسي عربي، فلعلّ المطالع العربيّ يرغب في مراجعة فارسية. ولم أتوقّف، في بعض الأحيان عند هذين المعجمين، فقد لا يذلّل اللفظ فيهما، فأميل إلى معاجم اختصاصية، أو إلى كتب المعرّبات كالمعرّب للجواليقي أو الألفاظ الفارسية المعرّبة لإدّي شير، على الرغم مما فيهما من انحراف عن المعنى الأصلي، أو جمود على المعنى القديم. وكنت في كل الأحوال، وبعد كل لفظة مشروحة أذكر اسم المعجم الذي استندت إليه ليسهل على المرء التأكّد مما وصلت إليه. وقد أفادتني ثقافتي الفارسية في حل كثير من الأمور، لفظيّة وشعرية وفكريّة ودينية، فلم أتوان عن شرحها غيرة مني على كمال العمل وإظهار الدمية بالمظهر اللائق. كل ذلك كنت أذكره في الحاشية الثانية.
وكنت كذلك أسمّي البحر العروضي في مطلع كل قصيدة أو قطعة تسهيلا. وكانت تعترض بعض الأبيات أخطاء عروضية فأصلحها، وأشير إلى