للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعوق:

فوضع في قرية يقال لها خَيْوان، وتعبدته همدان ومن والاها من أرض اليمن. وأجابته حمير، فدفع إلى رجل منها:

نسرًا: فوضع في مكان من أرض سبأ يقال له "بَلْخع" وتعبدته حمير ومن والاها، وظلوا يعبدونه حتى هودهم ذو نواس١.

وإلى جانب هذه الآلهة، هناك آلهة أخرى أقل أهمية مثل:

الفَلْس:

وكان لطيء تعبده وتهدي إليه، وتَعتِر عنده، ومكانه وسط جبلهم أجأ. ويظهر أنه كان عبارة عن صخرة سوداء منتصبة، وكأنها تمثال إنسان، وكان له سادن من بني بولان، وفي اعتقادهم أنه لا يأتيه خائف إلا أمن عنده، ولا يطرد أحد طريدة فيلجأ بها إليه إلا تركت له. وكان لطيء أصنام أخرى مثل: "اليَعْبوب" وهو صنم لجديلة طيء، و"باجر".

وهناك أصنام أخرى تَعبَّد لها العرب منها: "الأقيصر" لقضاعة ولخم وجذام وعاملة وغطفان، و"سعد" لبني مالك وكان صخرة طويلة بساحل جدة، و"نهم" لمزينة، و"سعير" لعَنَزَة، و"ذو الخلصة" وكان لباهلة وبجيلة وأزد السراة وهوازن. ومن الأصنام ما اعتقد الجاهليون أنها كانت بشرًا، فمسخها الله حجرًا مثل صنمي:

إساف ونائلة:

ويروى أنهما كانا رجلًا وامرأة من جرهم قد تحابا، ثم قصدا مكة للحج فدخلا الكعبة، فوجدا غفلة من الناس وخلوة في البيت، ففجرا بها، فمسخا حجرين، فأخرجا ووضعا موضعهما؛ ليعتبر بهما الناس، فعبدا بمرور الزمن، عبدتهما خزاعة وقريش، ومن حج البيت من العرب٢.

وقد ذكرت الآيات الكريمة أن مما آمن به الجاهليون "الجبت والطاغوت": {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا


١ الأصنام، ص٥٥-٥٨.
٢ الأصنام: ص٩.

<<  <   >  >>