للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على المجاز؛ ما لم يعلم أو يظنّ بأنّ قائله لم يرد ظاهره؛ كما استدلّ على أنّ إسناد ميّز فى قول أبى النّجم [من الرجز]:

ميّز عنه قنزعا عن قنزع ... جذب اللّيالى أبطئى أو أسرعى (١)

مجاز بقوله عقيبه [من الرجز]:

أفناه قيل الله للشّمس اطلعى

ــ

نروح ونغدو لحاجاتنا ... وحاجة من عاش لا تنقضى

تموت مع المرء حاجاته ... وتبقى له حاجة ما بقى

يعنى كل مجاز إسنادى لا يحمل على المجاز، حتى يظن أن قائله لم يرد ظاهره، فإن شك فالأصل الحقيقة. وعلى المصنف فى هذا المثال اعتراض سيأتى، وقوله: كما استدل مثال لما إذا ظن أن قائله لم يرد ظاهره، فإن أبا النجم لو اقتصر على قوله:

ميّز عنه قنزعا عن قنزع ... جذب اللّيالى أبطئى أو أسرعى (٢)

لما علمنا أنه مجاز إلى أن قال:

أفناه قيل الله للشّمس اطلعى (٣)

وعكسه قولهم: وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ (٤) استدل على إرادة الحقيقة بقوله تعالى: إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ. *

(تنبيه): أنشد فى الإيضاح لملابسة السبب قول عوف بن الأحوص:


- للرازى ص ١٧٠، والإشارات والتنبيهات ص ٢٥، والمفتاح ٢٠٨ ط المطبعة الأدبية، والمصباح ص ١٤٤، والإيضاح ص ٢٧، والتلخيص ص ١٢، وشرح عقود الجمان ١/ ٤٦.
(١) أورده بدر الدين بن مالك فى المصباح ص ١٤٥، وفخر الدين الرازى فى نهاية الإيجاز ص ١٨٢ وعزاه لأبى النجم وميز عنه: أى عن الرأس.
القنزع: الشعر المجتمع فى نواحى الرأس. جذب الليالى: أى مضيها واختلافها. أبطئى أو أسرعى: حال من الليالى، على تقدير القول، أى مقولا فيها.
(٢) الرجز لأبى النجم فى الإيضاح ص ٢٨، والتلخيص ص ١٣، والمصباح ص ١٤٥، ونهاية الإيجاز ص ١٨٢، وشرح عقود الجمان ١/ ٤٦، ودلائل الإعجاز ص ٢٧٨، والطراز ٢/ ١٩٦.
(٣) انظر ما سبق فى تخريج البيت السابق.
(٤) سورة الجاثية: ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>