للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وظيفة مترجم ومدرس للغة الفرنسية, ورئيسًا لقسم الجغرافية بالمدرسة, ثم انتقل في السنة نفسها إلى مدرسة الطوبجية, وأقام بها إلى سنة ١٢٥١ هـ يشغل وظيفة مترجم, وكانت هذه المدرسة قائمةً على تحصيل الفنون العربية, مؤسسة لترجمة العلوم الهندسية والفنون العسكرية, ويقول صاحب "حلية الزمن" -ص١٢- "وقد عثرت له مدة إقامته بها على رسالةٍ مترجمةٍ في الهندسة العادية, مطبوعة بمطبعة بولاق البهية، وهذه الرسالة من جملة الرسائل الفرنسية التي يقرؤها التلامذة بمدرسة سانسيرا بفرنسا, وقد انتفع بها أبناء هذه المدارس.

ثم وكلت إليه نظارة "قلم إفرانجي" في عهد المرحوم محمد سعيد باشا, ونيطت به نظارة داركتب قصر العيني, وكانت ضخمة حافلة بالأسفار؛ إذ تضم اثنى عشر ألف, أوأخمسة عشر ألف مجلد، ومعظمها بالفرنسة والإيطالية١ كما وُكِّلَت إليه رئاسة فرقة تلامذة الجغرافية بهذا القصر.

رفاعة ومدرسة الألسن:

وكان هذه المدرسة من وحي رأيه, وثمرات فكره, فقد عرض على الجناب العالي أن تنشأ هذه المدرسة لتجدي على الوطن أبلغ جدوى, وليستغني بها عن الأجانب الدخلاء، وقد عهد إليه اختيار التلامذة لهذه المدرسة, فطاف بهم, وانتخب من وجد فيه صلاحية وكفاية.

أسس رفاعة مدرسة الألسن، وانتهت إليه إدراتها والإشراف على تلاميذها والترجمة بها، وعلاوة على قيامه بإدارة المدرسة من الوجهة الفنية, كان ناظرًا لها من الوجهة الإدارية, كما كان يشرف على مراجعة وإصلاح الكتب التي كان يمر بها تلامذته٢.


١ تقويم النيل لأمين باشا سامي ج٢ ص٤٤٨.
٢ دفتر رقم ٢٠٢١ "مدارس تركي" جلسة شورى المدارس في ٢١ من ذي القعدة سنة ١٢٥٢هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>