وحدا بها الحادي في وادٍ, وقصدها القصاد كأنها حسان، وكان زمني إلى ذلك مصروفًا, ديدني بذلك معروفًا, مجاراةً لأمير الزمن -يريد محمد علي- على تحسين حال الوطن الذي حبه من شعب الإيمان, وفي مدة نحو ثلاثين لم يحصل لهمتي فتور ولا قصور.
فإذا ملكت فجد فإن لم تستطع ... فاجهد بوسعك كله أن تنفعا
نماذج من شعره:
قال وهو في باريس يحن إلى مصر وأهلها:
ناح الحمام على غصون البان ... فأباح شيمة مغرم ولهان
ما خلته مذ صاح لا أنه ... أضحى فقيد أليفه ومعاني
وكأنه يُلْقِي إليَّ إشارة ... كيف اصطباري مذ نأى خلَّاني
مع أنني والله مذ فارقتهم ... ما طاب لي عيش وصفو زماني
لكنني صب أصون تلهفي ... حتى كأني لست باللهفان
وبباطن الأحشاء نار لو بدت ... جمراتها ما طاقها الثقلان
أبكي دمًا من مهجاتي لفراقهم ... وأود أن لا تشعر العينان
لي مذهب في عشقهم ورايته ... ومذاهب العشاق في إعلان
ماذا عليّ إذا كتمت صبابتي ... حتى لو أن الموت في الكتمان
وانتقل إلى التغني بمحاسن مصر فقال:
هذا لعمري أن فيه سادة ... قد زينوا بالحسن والإحسان
يأيها الخافي عليك فخارها ... فإليك أن الشاهد الحسنان