المطبعة الزاهرة, ذات الأدوات البهية الباهرة, ببولاق مصر القاهرة، مشمولًا بنظر من عليه أحاسن أخلاقه, تثني جناب حسين بك حسني، ولما حبست عن تصحيحه أدهم اليراعة, انطلق يقرظه في ميادين البراعة, فقال مؤرخًا تمام طبعه, مثنيًا على حسن وضعه:
هات حدث عن البديع المجلي ... عن بديع القريض في كل فصل
أحمد من أبو أبيه سليما ... ن المعري, وهو التنوخي الأصل
مودع اللفظ, ساحرات المعاني ... في رقيق من الأساليب جزل
ثم شَنَّفَ مسامعي بأغانٍ ... من لحون التنوير شرح لأصل
فهو شرح بيانه للمعاني ... يسترقُّ النهي بأبدع قول
ذو أساليب كالرياض تحلت ... بزهور من ياسمين وجل
رق مبني وراق معنى وجلّى ... عن معان تتحكى سقيط الطل
أحكمت ضبطه عصابة فضل ... لهمو بالفنون حسن تحلى
أكسبته محلة الطبع حسنا ... وكسته ثوب الجلال المحلى
إلى أن يقول:
ثم لما تكامل الطبع فيه ... وكساه التمثيل أحسن شكل
وجمالا وبهجة قلت أرخ ... تم طبع التنوير يزهو بحل
هذا وقد وافقت طباعته المستحسنة أوائل صفر الخير سنة ١٢٨٦ من شهور هذه السنة، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على صاحب المعجزات وعلى أزواجه وذريته وآله وكل ناسج على منواله.
وصحح الدسوقي كتبا أخرى جاءت مختومة بكلمته الدالة على تصحيحه