مقام النسخ, واستمرت الأقاليم والدواوين توفايها بالأخبار والكتابات الوافية المفصلة عن سير الأمور في مختلف الأنحاء.
ويذكر "فورشي" الذي كان موظفًا بمطبعة بولاق, أنه كان يطبع هذه الصحيفة -إذا ساغ أن نسميها هذا الاسم- كل يومٍ مائة نسخة, باللغتين العربية والتركية, متضمنةً الأخبار الرسمية والحكومية وبعض قصص من كتاب "ألف ليلة وليلة"١.
وقد كانت هذه الصحيفة ترسل إلى رجالات الدولة ومأموريها, ومن يهمهم الاطلاع على أحوالها وشئونها.
وتدرجت هذه الصحيفة فأصحبت سجلًا لأخبار البلاد جميعًا, كما أصبحت خلاصةً وافيةً لأعمال الحكومة والموظفين والعمال، وقد كانت أقدم الصحف المصرية وأسبقها إلى الوجود.
الوقائع المصرية ١٨٢٨م:
بدا لمحمد علي باشا أن وقف الأخبار على المأمورين ورجالات الدولة دون سائر الشعب ليس من أصله الرأي, ولا مما يتفق مع حبه أمته, ورغبته في النهوض بها.
وإذ ذاك, أمر بأن تطبع شئون الحكومة والشعب في صحيفةٍ تنشر على الناس كافة, وقد سميت واشتهرت "بالوقائع المصرية".
الغرض من إصدار الوقائع:
كان الغرض من إصدار الوقائع المصرية هو ما تتوخاه أرقى الشعوب في إصدار الصحف، ولكن هذه الصحيفة لم تحقق من هذا الغرض إلّا ما لاءم
١ تطور الصحافة المصرية, للأستاذ إبراهيم عبده, ص٣٥.