الزمن, وسمحت به الأسباب.
صدر العدد الأول من الوقائع, في يوم الثلاثاء ٢٥ من جمادى الأولى سنة ١٢٤٤هـ, الموافق ٣ من ديسمبر سنة ١٨٢٨م, وكلمة الافتتاح في هذا العدد تجلوا الغرض من إصدار الوقائع, وتضع أمام الأعين نموذجًا لإنشاء الصحف في ذلك الحين؛ إذ ظلت الوقائع إلى سنة ١٨٥٨م, وليس في العالم العربيِّ كله صحيفةٌ عربيةٌ سواها.
كلمة الافتتاح:
الحمد لله بارئ النعم، والصلاة والسلام على سيد العرب والعجم، وبعد: فإن تحرير الأمور الواقعة من اجتماعٍ جنسيّ بني آدم, المندمجين في صحيفة هذا العالم, ومن اختلافهم في حركاتهم وسكونهم ومعاملاتهم ومعاشراتهم, التي حصلت من احتياج بعضهم بعضًا, هي نتيجة الانتباه والتبصر والتدبير, وإظهار الغيرة العمومية, وسبب فعال منه يطلعون على كيفية الحال والزمان، وهذا واضح لدى أولي الألباب, ومن حيث أن الأمور الدقيقة الحاصلة من مصالح الزراعة والحراثة وباقي أنواع الصنائع, التي باستعمالها يتأتى الرخاء والتيسير, هي أسباب الحصول على الرفاهية, وعلى الاجتناب والاحتراز مما ينتج منه الضرر والأذى, خصوصًا في مصر, بل هي أساس نظام البلدان, وتدبير راحة أهلها, ففكر حضرة أفندينا وليّ النعم, في تدبير أحوال البلاد وتمهيدها, واعتدال أمرو أهلها وتوطيدها, وفي نظام القرى والبلدان ورفاهية سكانها وراحتهم, ووضع ديوان "الجرنال" قاصدًا من وضعه أن ترد الأمور الحادثة, الناتج منها النفع والضرر إلى الديوان المذكور, وأن ينتخب وينقح فيه منها ما منه ينتج النفع والإفادة, حتى إذا ظهرت عند المأمورين نوعًا النفع والضرر, ينتخب ما منه تصدر المنفعة, ويتجنب ما عنه يحصل الضرر، وهذه الإرادة الصالحة الصادرة من حضرة سعادة ولي النعم, وإن كان قد جرت في ديوان "الجرنال" إلى الآن, إلّا أنها لم تكن عموميةً, فأراد وليُّ النعم أن الأخبار التي ترد إلى الديوان المذكور, تنقح وينتخب منها ما هو مفيد, وتنشر عمومًا مع بعض الأمور التي ترد من مجلس المذاكرة السامي, والأمور المنظورة في ديوان