للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محررًا ثالثًا١.

وإذ ذاك أُضِيفَ إلى الأخبار لونٌ من الأدب يمتزج بها, وعُنِيَت بالأخبار الخارجية التي تمس حياة الشعوب الساسية والاجتماعية, تقدم لها وتعلق عليها, وفسحت صدرها للأدباء من غير محرريها؛ فنشرت لهم شعرًا, كالشعر الذي نشرته للشيخ: علي الليثي, ثم نشرت لهم نثرًا؛ كالذي أرسله إليها المبعوثون إلى باريس؛ كالشيخ: علي نائل, وغيره من عشاق التحرير، هذا عدا ما كانت تزخر به من آدابٍ يحررها المحررون الموظفون في الوقائع.

وهنا نلاحظ أن الوقائع جاد أسلوبها, وهذبت لغتها, وانفسح أفقها, وأشرق الأدب على صفحاتها بفضل رعاية علماء الأزهر وأدبائه, الذين مكنوا لها من هذه الحياة الأدبية الجديدة.

ولمَّا عُيِّنَ الإمام محررًا ثالثًا في الوقائع, وضع تقريرًا ضافيًا لإصلاحها, ورفعه إلى رياض باشا ناظر النظار إذ ذاك, فارتاح لهذا التقرير, وأمر بتعيين لجنةٍ من مدير المطبوعات, ووكيل وزارة الداخلية, وصاحب التقرير, لوضع لائحةٍ لقلم المطبوعات وتحرير الصحيفة الرسمية، فوضعت اللائحة, وأمضاها الوزير, ثم كافأ الإمام على تقريره, بتعيينه رئيسًا لقلم تحرير الجريدة الرسمية, ومشرفًا على المطبوعات٢.

الوقائع في عهد الإمام:

صدرت الوقائع برياسة الإمام في ٩ من أكتوبر سنة ١٨٨٠, وأصبحت صحيفةً يوميةً تصدر في كل يوم عدا يوم الجمعة, وأصبح لها مطبعةً خاصة بها, وقد كان للإمام أبلغ الأثر في خلق هذه الصحيفة, وجعلها كأحسن ما تكون الصحف لغةً ورسالةً, بل لقد اتخذ منها أداةً لإنهاض الأدب وخدمة اللغة


١ الإسلام والتجديد في مصر ص٤٤ وما بعدها.
٢ الإسلام والتجديد في مصر ص٤٤ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>