للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأدب.

وجاء في العدد الثاني قصيدةٌ من شعر الشيخ: محمد شهاب الدين, قالها بمناسبة تولية الشيخ: محمد الحبشي منصب مفتي السادة المالكية, وهو أول شعر ينشر في الوقائع.

وفيما بعد ذلك, عادت اللغة العربية إلى اليسار, واحتلت التركية الناحية اليمنى من الصحيفة, فكان ذلك إيذانًا بانحلال الوقائع والانصراف عنها, ولم تتسع بعد لشعر أو أدب، وذلك حيث آل الحكم إلى عباس الأول.

وحينما ظهرت الوقائع في صورتين؛ إحداهما عربية والأخرى تركية, كان يتولى تحرير العربية الشيخُ: إبراهيم بن عبد الغفار الدسوقي١.

وفي عهد الخديو إسماعيل, انتعشت الواقائع واتجه إلى الأمر لإحيائها, وقد جاء في أمره لنظارة المالية إذ ذاك: "أن من المسلَّم به أن للجرائد منافع, ومحسنات عند الأهالي, ولدى الحكومة, ولذلك, فإنني أرغب في إدخال جريدة الوقائع المصرية في عداد الصحف المفيدة٢".

تهيأ بهذه العناية نوعٌ من حياة الوقائع, وزخرت بالأنباء والبرقيات, وأنباء الأقطار الشقيقة, وحملت كثيرًا من الشئون التجارية والاجتماعية والأدبية, وخصص الخديو لتحرير القسم العربيّ بها أحد علماء الأزهر المشهورين بالأدب, وهو الشيخ: أحمد عبد الرحيم, فاضطلع بهذا العمل, وندب لمعاونته فيه شقيقه الشيخ: محمد عبد الرحيم, الذي كان مدرسًا بالأزهر.

مضى الشيخ: أحمد عبد الرحيم في تحرير الوقائع, وفي الإشراف عليها أربعة عشر عامًا، وفي خلال إشرافه عليها عُيِّنَ لمساعدته في التحرير أحد شعراء الأزهر وأدبائه, الشيخ: مصطفى سلامة النجاريّ, والشيخ: محمد عبده الذي عُيِّنَ


١ أحد علماء الأزهر وأدبائه, ترجمنا له في المصححين.
٢ محفوظات عابدين, وثيقة رقم ٦٤, أوامر للمالية في ٣ من رجب سنة ١٢٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>