للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"جريدة الطائف" الغراء؛ لنشر ما يورم إبداءه من الآراء والخواطر والتقارير والمحاضر, فهي الآن صحيفته الشبه رسمية, ثم قالت: "وجريدة الطائف جديرةٌ بهذا الاختيار, فهي موصوفة بالوطنيةِ, معروفةٌ بصدق النية, منتشرةٌ نافذة الكلام, خطيرة مرعبة المقام, وقد استعان النديم بهذه الصفة "الشبه رسمية" على أن يكون ذا خبرة بشئون الدولة، وأن يجد من القوة ما يذلل به العقبات التي تعترضه, وامتازت "الطائف" بأسلوبها الحادِّ, ولغتها العنيفة, وأظهر ما فيها تاريخ الخديو إسماعيل, في أسلوب فيه من النقمة والتشفي منه ما أبعده عن التاريخ العادل١.

ومن ذلك الفصل الذي ورد فيه عن "الخديو" السابق بعنوان: "سليب الأملاك من الملاك" فقد استغرق صفحتين من صفحاتها الأربع، ومن العجيب أن النديم حين أقعده المرض, أرسل يعتذر عن تحرير جريدته إلّا ما كان من تاريخ حضرة إسماعيل باشا, فإنه يصر عليه, ويأبى عنه فيقول: "فإني أتكلف بكتابته؛ لأن نثره من ضمن علاج ما بي٢".

ثم انتقلت من الحملة على إسماعيل, إلى الإقذاع في الخديو توفيق, في لهجةٍ قاسيةٍ, فيها تعريضٌ بمقامه, حتى إن حكومته أمرت بتعطيلها نهائيًّا في ١٧ مايو سنة ١٨٨٢م ترضية للخديو, واعتذارًا له عما ارتكبته صحيفة الحكومة من الإساءة إلى الحاكم الشرعيّ٣.

"الأستاذ" ١٨٩٢م:

أصدرت الحكومة أمرها بالقبض على النديم, مع زعماء الثورة


١ الطائف في ٦ من مايو سنة ١٨٨٢م.
٢ الثورة العرابية, لعبد الرحمن الرافعي ص٣٧٤.
٣ الإسلام والتجديد ص٢٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>