للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن عقبةً أثيرت في طريق "المؤيد" وهي في مستهلِّ الطريق؛ إذ لم يلبث الشريكان أن اختلفا، ولا ينزل أحدهماعن الشركة إلّا على مال, والشيخ: علي يوسف, لا يجد من المال ما يسعفه، وهنا اهتزت أريحة -المغفور له- سعد زغلول باشا, فأعانه في حلكة اليأس, وأمده بما خَلَّصَ "المؤيد" له، ولما أتى صاحب "المؤيد" بمطبعة جديدةٍ من طراز فاخر، وعقد لذلك حفلًا رائعًا في دار "المؤيد"، خطب في الجمع, فأتى على سيرة هذه الحادثة, ونوّه بفضل سعد زغلول -المستشار بمحكمة الاستئناف- الذي أبى أن يسمع الخطبة إلّا واقفًا١.

أغراض المؤيد:

صدرت المؤيد في أول ديسمبر سنة ١٨٨٩م, ومن أهم أغراضها كما تقول: بَثُّ الأفكار المفيدة، والأخبار الصادقة، والمبادرة إلى نشر الحوادث الداخلية من باب الاعتبار والتحذير، أو الترويج والتبشير ... غير تاركةٍ شأن التجارة الداخلية والخارجية.... ومن واجباتها: نشر كل ما يهم الوطنيّ معرفته من الحوادث, معتمدةً في كل ذلك على البرهان القويّ, والسند المثبت,.. والخدمة الحقيقية, والبحث الدقيق، وإرسال النظر خلف كل سائحة٢.

وقد كانت "المؤيد" مؤيدة لحكومة رياض باشا, مواليةً له، ولا بدع في ذلك, فهو الذي ارتاح لإنشائها، وصرّح بها, وقد عملت على نشر الأغراض التي أنشئت من أجلها في رويِّةٍ وهوادةٍ، وبذلك ظفرت برضا المسلمين الوطنيين وبثقتهم.

أصبحت "المؤيد: ميدانًا للأقلام المشبوبة التي يجريها على صفحاتها زعماء السياسة والأدب والاجتماع، وجرى "المؤيد" إلى غاياته طلقًا يرفده.


١ الشيخ عبد العزيز البشري, مجلة الرسالة ص٢ مجلة ٢ س ١٧٦٩.
٢ المؤيد الصادر في أول ديسمبر سنة ١٨٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>