بالمقالات الرائعة أبطالُ الراي والأدب والعلم؛ من أمثال الشيخ: محمد عبده، وسعد زغلوك بك، ومصطفى كامل، وقاسم أمين، ومصطفى لطفي المنفلوطي، فتحي بك زغلول، وحفني بك ناصف, وإبراهيم اللقاني، ومحمد المويلحي، وإسماعيل أباظة, وعالجت هذه الأقلام, وعالج معها صاحب "المؤيد" هذه الموضوعات المصرية الإسلامية, في مقالاتٍ مسهبةٍ قد تبلغ الصحفة الأولى جميعًا١.
وقد كانت "المؤيد" ممتازة من بين الصحف المصرية بالدفاع عن الوطن والذود عن حقوقه، ومهاجمة الاستعمار في شتى أساليبه, فكانت قلب الوطن الخافق، ولسانه الناطق, ودأبت على مهاجمة الأجانب كلما وافتها الفرص والأسباب، وصوّرت ظلم الاحتلال للمصريين, وعسفهم بهذا الوطن المنكود، ولعل مما يحسن ذكره إيراد أبياتٍ من القصيدة الرائعة التي نظمها المرحوم حافظ بك إبراهيم, في رثاء صاحب "المؤيد" فما قاله في ذلك:
كم أرجفوا بعد موت الشيخ وارتقبوا ... موت "المؤيد" فينا شر مرتقب
وإن يمت تمت الآمال في بلد ... لولا "المؤيد" لم ينشط إلى طلب
صبابة من رجاء بين أضلعنا ... قد بات يرشف منها كل مغتصب
الم يكن لبني "مصر" وقد دهموا ... من ساحة الغرب مثل المعقل الأشب؟
كم أنبرت فيه أقلام, وكم رفعت ... فيه منائر من نظم ومن خطب
وكان ميدان سبق للألى غضبوا ... للدين والحق من داعٍ ومحتسب
فكم يراع حكيم في مشارعه ... قد التقى بيراع الكتاب الأرب