للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن أبلغ ما قيل عن "المؤيد" وصاحبه, قصيدة المرحوم الشيخ: محمد عبد المطلب, التي يقول في مطلعها:

وما ذرفت تلك العيون وإنما ... قلوب عليه بالوجيعة تفأد١

بكت همة كانت مرامي مرامها ... تفوت مدى العيوق أو هي أبعد٢

نعم ملأت لوح الزمان مآثرًا ... لها الشعر يتلو والعظائم تنشد

مآثر تحيي منك ميتًا سودًا ... وليس من الموتى فقيد مسود

فكم موقف جَمِّ المخاوف قمته ... شديد القوى, والهول يرغي ويزبد

إذا الناس إما واجمٌ أو مدله ... وسيف الليالي للقضاء مجرد٣

وليل به تقع السياسة ساطع ... بهيم الليالي غيمه متلبد٤

كشفت نواحيه بأبيض لامعٍ ... من الرأي؛ إذ ضل الحليم المسدد

مواقف حزم معرب عنك صوتها ... وآيات عزم عن مضائك شهد

إلى أن يقول:

سل القلم الفياض هل لك بعده ... معين حجا يملي عليك ويرفد٥

عهدناه زخّار البيان بكفه ... معين المعاني والقرائح ركد


١ تفاد: تصلى بنار الوجيعة وتقاسي شدتها.
٢ العيوق: نجم أحمر مضيء في طرف المجرة الأيمن, يتلو الثريا لا يتقدمها.
٣ الواجم: العبوس المطرق لشد الحزن, والمد له: الساهي القلب, الذاهب العقل.
٤ النقع: الغبار, الساطع المنتشر, ويقال سطع الغبار سطوعًا وسطعًا؛ إذ ارتفع وانتشر، والبهيم الأسود ودياجي الليل: حنادسه, وهي الشديدة الظلمة.
٥ يرفد: يعطي.

<<  <  ج: ص:  >  >>