للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السيد علي أبو النصر بما كان مني مع الأديبين فلما أصبحنا استدعى شاهين باشا شيخ الأدبية، وطلب منه أن يستحضر أمهر الأدبية عنده، ووعده أنهم إن غلبوني يعطهم ألف قرش، وإن غلبتهم يضرب كل واحد منهم عشرين سوطا، فرضي بذلك واستحضروا الشيخ داود، والحاج إسماعيل الشهيرين بعمل الزجل، وإنشاده ارتجالا في أي غرض، واستحضر معهما ستة من أشهر الحفظة المقتدرين على الارتجال أيضا، وعقد الباشا لذلك مجلسا أمام بيته بطنطا، وأجلسني بينه وبين المرحوم جعفر باشا مظهر، وقد وقف الناس ألوفا والعساكر تدفعهم عنا:

ابتدأ الشيخ فقال:

أول كلامي حمد الله ... ثم الصلاة على الهادي

ماذا تريد يا عبد الله ... قدام أميرنا وأسيادي

فقلت:

إني أريد أحمد ربي ... بعد الصلاة على المختار

وإن كنت تطمع في أدبي ... أسمعك حسن الأشعار

فقال:

دعنا من الأدب المشهور ... وادخل بنا باب الدعكة

تدخل على أسيادنا بسرور ... وتغنم الخير والبركة

فقلت:

هيا احتكم في البحر وشوف ... فن النديم ولا فنك

دلوقت اسمع يا متحوف ... أحسن أدب وحياة دقنك

<<  <  ج: ص:  >  >>