واسمع سؤال فقير ... أودى به الحرمان
هذه نصيحة حر ... قد جرب الدهر الجسور
إن كان يعجب هذا ... أولا فخذ تبيان
فالبحر بحر لآل ... إن قلت زانت النحور
والفكر فكر ذكي ... لا يعرف النسيان
فأعرض عن كان وكان عجزًا منه، وقال: هات فخرًا على قد!
يا صبا نجد ورامه ... هجت للمتشاق وجدا
كل صب في غرامه ... ما اشتكى في الليل سهدا
عنفوني عذبوني ... ذقت في التعذيب شهدا
والهوى أحرق ضرامه ... كل أحشائي وقلبي.
قلت:
فخر مثلي في بيانه ... والغني يفخر بماله
والأدب أحسن صفاتي ... فالذكي حسنو كماله
واللبيب يظهر بعلمو ... والغلام مجده جماله
كل قول المرء يفنى ... غير محمود المآثر
... "وإلى هنا صفق الحاضرون والباشا، ثم عدنا للزجل المعتاد بما يطول ذكره، فإن الشيخ رمضان كتب من هذا الزجل خمسة كراريس، وكله محفوظ عندنا لم يضع منه شيء، وقد استمرت المناظرة ثلاث ساعات إلى آخر ما ذكر النديم في مجلة الأستاذ".
هذا طرف مما أورده النديم في مجلته عن قصة الزجل، ويقول "أحمد تيمور باشا": "لقد سألت بعض من حضروا هذا المجلس عما كتبه المترجم، فأنكره وأخبرني أنه تغالى فيما كتب، وذكر أناسا لم يكونوا حاضريه١".
١ تراجم أعيان القرن الثالث عشر وأوائل الرابع عشر ص١٥.