للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لاحق، ألا وهي حماية البلاد وحفظ العباد، وكف يد الاستبداد عنها فلكم الذكر الجميل، والمجد المخلد يباهي بكم الحاضر من أهلنا، ويفاخر بأثركم الآتي من أبنائنا، فقد حي الوطن حياة طيبة بعد أن بلغت الروح التراقي، فإن الأمة جسد والجند روح، ولا حياة للجسم بلا روح، وهذا وطنكم العزيز يناديكم ويناجيكم ويقول:-

إليكم يرد الأمر وهو عظيم ... فإني بكم طول الزمان رحيم

إذا لم تكونوا للخطوب وللردى ... فمن أين يأتي الديار نعيم

وإن الفتى إن لم ينازل زمانه ... تأخر عنه صاحب وحميم

فردوا عنان الخيل نحو محرم ... تقلبه بين البيوت نسيم

وشدوا له الأطراف من كل وجهة ... فمشدود أطراف الجهات قويم

إذا لم تكن سيفا فكن أرض وطأة ... فليس لمغلول اليدين حريم

وإن لم تكن للعائذين حماية ... فأنت ومخضوب البنان قسيم

ولقد ذكرت باتحادكم وحسن تعاهدكم، ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعند تغيب سيدنا عثمان في أهل مكة من مبايعة أهل الشجرة على استخلاص صاحبهم، فصاروا يعنونون بالعشرة المبشرين بالجنة، وأنتم قد تعاهدتم على حفظ الأوطان، وبقاء سطوة مولانا الخديو، وتأييد ملكه وتبايعتم على الدفاع، ووقاية أهليكم من كل ما يذهب بالثروة، ويضعف القوة أو يخدش الشرف، فاستبشروا بيعكم الذي بايعتم به، وذلك هو الفوز العظيم.

ثم قال:-

هذا أخوكم الحر يودعكم، ويسير بإخوانكم إلى دمياط، فاجعلوا عروة الود وثيقة، ولا تحلوا حبل الاتحاد الذي جاهدتم الأنفس في إحكامه، فقد:

زالت موانعنا التي ... كانت تجر إلى الفساد

والأنس دار رحيقه ... بين الجيوش أولي الرشاد

<<  <  ج: ص:  >  >>