"بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا ... شوقا إليكم ولا جفت مآقينا"
لو أننا مثل أهل الأرض في همم ... ما قام يندبنا أحيا مغنينا
قل للنفوس التي ماتت بلا أجل ... أين القلوب التي كانت تجاربنا؟
أين الشيوخ الأولى ساروا وسيرتهم ... مسك ذكي يباهي مسك دارينا؟
أين العلوم التي كانت توصلنا ... باب السعود فصارت من أعادينا؟
أين الصنائع أين العارفون بها ... أين الديار التي كانت لأهلينا؟
كانت وكانوا وصار الكل في عدم ... واستبعدتنا بما نهوى أمانينا
نمشي حفاة على شوك القتاد فلا ... يؤذي النفوس وكان الخز يؤذينا
أستودع الله قوما كان طبعهم ... يبدي لك الحالتين البأس واللينا
شدوا الجياد وجابوا كل بادية ... كي يعمروها فعموا الأرض تمدينا
وسيروا الحق في الآفاق أجمعها ... فاستحسنته ونادتهم سلاطينا
واستخلفونا فكانوا شر من ورثوا ... إذا لم نحافظ على ملك بأيدينا
إذا سمعنا خطيبًا ذاكرًا حكمًا ... قلنا له عزة الآباء تكفينا
لا نشتري المدح لو جادت به فئة ... من السماء فإن الدم يرضينا
وليتنا إذا رضينا هجو أنفسنا ... نستحسن البعد عما يوهن الدينا
ماذا نرى في أناس لو تقربهم ... إلى العلا بعدوا مما يرقينا
ما خالفوك ولكن خالفوا شرفا ... لو يعرفوا قدره مما يولينا
فاجمع من القوم من ترضى خلائقه ... واجعل لكل من الأعضا قوانينا
وشدد الأمر حتى لا يضيع سدى ... واجعل زمانك فيه العدل واللينا
وطهر القطر ممن طبعه شره ... وخائن يحرق المأوى ويشوينا
وكن لأهل الوفا حصنا وملتجأ ... وكن لأهل الهوى سيفا وسكينا
واجعل رياضك للأفكار منتزها ... وسس بعزمك قاصينا ودانينا
فالفخر يحسن من سامي المقام لدى ... "مبارك"، فهمه يبديه تبيينا