لذي الجاه والمظهر الذين فسدت أخلاقهم بفقد التهذيب لا من تربوا على الآداب -وفطروا على محاسن الأخلاق".
نماذج من شعره:
قال متغزلًا:
سلوه عن الأرواح فهي ملاعبه ... وكفوا إذا سل المهند حاجبه
وعودوا إذا نامت أراقم شعره ... وولوا إذا دبت إليكم عقاربه
ولا تذكروا الأشباح بالله عنده ... فلو أتلف الأرواح من ذا يطالبه؟
أراه بعيني والدموع تكاتبه ... ويحجب عني والفؤاد يراقبه
فهل حاجة تدني الحبيب لصبه ... سوى زفرة تثني الحشا وتجاذبه؟
فلا أنا ممن يتقيه حبيبه ... ولا أنا ممن بالصدود يعاتبه
فلو أن طرفي أرسل الدمع مرة ... سفيرًا لقلبي ما توالت كتائبه
ومن رواية "الوطن" التي مثلها بحضرة المرحوم "الخديو توفيق باشا"، قوله:
أنوار عدلك تهدي حتى نادينا ... وحسن سيرك للعليا ينادينا
لكننا في طريق ضل سالكه ... فمن يدل إلى الحسنى ويهدينا؟
أفتية ساءهم إنصاف سيدنا ... فاستقبحوا العدل والإحسان والدينا؟
كنا نناجي بألفاظ تقربنا ... صرنا ننادي بديناد يغادينا
وكان يمشي على الديباج سالفنا ... فصار يمشي على النيران حالينا
هل في القصور رجال غير من عظموا ... بما لدينا وكانوا من موالينا؟
أو في الديار أناس غير من وفدوا ... من القفار فصاروا في مبانينا؟
هذي معالمنا تبكي وتنشدنا ... قول "ابن زيدون" إذ قامت تعزينا