خطب في حفل تكريم، فقال:"يقولون إنما تكرم المبادئ""قول خطأ"، فإن المبادئ لا وجود لها إلا في الأشخاص، وإذا كرمنا الإنسان فإنما نكرمه؛ لأن هذا الإنسان نفذ ذلك المبدأ كما أننا إذا ذممنا شخصا، فإنما نذمه؛ لأنه اعتنق مبدأ رذيلًا، هكذا جرى الناس من القدم، وجاءت به الأديان، فإنما يعذب الشخص؛ لأنه ضل، ويثاب؛ لأنه أطاع ربه ولم يعصه، فلم تخلق الجنة لمثوبة المبدأ ولم تخلق النار لتعذيب المبدأ، ولو أن المبادئ هي التي تكرم وهي التي تعذب لرأينا جهنم مملوءة بالمبادئ، ولرأينا الجنة مملوءة بالمبادئ كذلك، ولو كنا نقيم مأتما لراحل، فالشخص يفنى والمبدأ باق.
لماذا نبكي وننوح على موت الكرام والكرم باق من بعدهم؟ ذلك؛ لأننا نكرم الأشخاص الكرام ولا معنى لتكريم المعاني المجردة من الأشخاص".
ومن خطبة له من حفل التكريم الذي أقامه له الطلبة في إبريل سنة ١٩٢١م":أفتخر بأن أكون على رأس أمة حية شاعرة مفكرة ذات آمال قوية في الاستقلال التام، وأتقبل أيضا أن أعاهدكم عهدا لا أحيد عنه بأني أموت في السعي لاستقلالكم التام، فإن فزت فذاك إلا تركت لكم تتميم ما بدأت به".
"وليس لرئيس جنوده مثلكم أن يلحقه ضعف، أو يميل به ميل إلى غير الخطة التي رضيتموها".
حرام علينا وكبير وزر، حرام علينا وكبير جرم، أن نأتي لكم بمشروع يخلد ذلكم جناية كبرى، نعم جناية كبرى أن تسلموا لنا أموركم، وأن نجعل المستقبل مظلما أعينكم، يجب علينا إما أن نحفظ حقوقكم، أو نترك العمل لكم، وما دامت الدول نفضت يدها منا، فلا يمكننا أن نأخذ منهم لاحقا، ولا باطلا؛ لأن طبيعة الكون تقضي بأن يتغلب اللون على الضعيف إذا شاركه