وعلى كل حال ستكون هذه الشركة كشركة الحصان مع الخيال، من يركب الخيال بلا كلام؟.
وخطب في ١٣ من نوفمبر سنة ١٩٢١، فكان مما قاله:
"نحتفل اليوم بهذا العيد في بلادنا، وسنحتفل به إن شاء الله في غير بلادنا، حيث ترفع أعلام الدول المتحابة احتراما لمعناه، وإكراما لمغزاه.
ومهما تكن حالنا من سعادة أو شقاء، من سراء أو ضراء، فإن علينا إحياء ذكرى ذلك اليوم، وليكن بيننا يوم صدق وإخاء، يوم ثقة ووفاء، يوما يرجع فيه كل مصري إلى نفسه، فيحاسبها على ما قدمت من خير فيستزيد منه، ومن شر فيستغفر له، وإلى ربه فيطلب منه المعونة على تحقيق آماله وإعزاز بلاده، وإلى وطنه العزيز، فيحدد له قسم الصداقة والمحبة والفداء.
عدنا وشعرت من نفسي أن ليس هناك محل، لأن يكون في صدري غل أو حقد أو غضب على أحد، وإنه يجب علي أن لا أكون لشخصي بل أكون لأمتي وحدها.
ولم أشعر أن لي كرامة غير كرامة أمتي، ولا شخصية غير شخصيتها، أحسست بأني متفان فيها، وهي متفانية في.
ورأينا من الواجب علينا أن نحسم كل خلاف، وأن نعمل على تأييد الاتحاد في الأمة، وأن نوجه كل مجهوداتنا للسير إلى الغاية التي ننشدها، ولهذا فإنه مع علمنا بما كان من المخالفين لنا من زملائنا بعد عودتهم من "باريس"، ومن دسهم الدسائس ضدنا والطعن سرا وعلنا في حقنا، ومن إسناد أشنع القبائح لنا، واختلاق أفظع الأكاذيب علينا، ومع حصولنا من الوفد على قرار بفصل من أخلوا منهم بمبدأ التضامن بيننا، وحنثوا في إيمانهم التي أقسموها أمامنا، رأينا نعتذر لهم عن خطاياهم".