للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوضح من كل هذا أن تصرف الواحد في الكل ممنوع شرعا، وأن الرعية يجب عليها أن تجعل الحاكم والمحكوم بحيث لا يخرجون عن حد الشريعة الحقة، فمن رامها، فقد رام أمرا شرعيا قضت به الشريعة، وحتمته على المحاكم والمحكوم جميعا بحيث لو منعناه لا كتسبنا بذلك إثما مبينا.... إلخ.

هذه الكلمة العذبة السائغة السهلة المتدفقة يغلب عليها الطابع الأزهري، بل هي أنطق المقالات بتأثر سعد بأدب الأزهر وأسلوبه، ففيها دقة وتشقيق، واستفاضة وفيها وقوة حجة وسلامة منطق، ويشيع فيها على طريقة الأزهر والتمثيل بكلام الله، وبكلام رسوله.

مقالات سعد في البلاغ اليومي:

وعلى ذكر مقالاته في الوقائع يلتفت الذهن إلى مقالاته في البلاغ اليومي فيما بعد، فإن له في كليهما آثارا في نضج الصحافة، وأدبها، وسمو أسلوبها وبلاغ رسالتها.

رأى "سعد" أن وزارة زيور باشا أشد ما تكون عسفا، وتعنتا ورأى في عهده مجافاة لروح الدستور، وحكم الشورى، فنشر في البلاغ سلسلة مقالات عنيفة ملتهبة بعنوان "ثورة الوزارة على الدستور" بتوقيع "س. أ"، وكان البلاغ يشير إلى كاتبها بأنه: "إمام في البحث والبيان يشار إليه بالبنان"، وطالما تشوف الناس لهذه المقالات، ووقعت من نفوسهم موقع الإعجاب والرضى، ثم كشف "البلاغ" الستار عن سعد، وصرح بأنه صاحبها وأعاد نشرها تباعا، ومن مقاله الأول الذي نشر في البلاغ الصادر في ٢٩ من سبتمبر سنة ١٩٢٥ ما يأتي:

"من المعلوم من الدسنور بالضرورة أن التشريع ليس من اختصاص

<<  <  ج: ص:  >  >>