صدري ولا ينطلق لساني، وليس الحال بمجهول، حتى يفصح عنه اللسان بالقول، وقد أخرسنى العجز أن أفتح فما، أفغير الله أبتغي حكما".
وتجد على رغم تناوله محمدا عليا لا يغفل آثاره في التعمير والإصلاح، ولا يغضي عن جلائل أعماله، وعظيم نهوضه.
والكتاب على سعته لا يتحدث إلا عن القاهرة، ولا يصف غير مباهجها وأحداثها، فلا حديث فيه عن الريف أو مدينة أخرى، ولعل ذلك لأن الجبرتي آثر في القاهرة وفتن بها وحدها، ولو أنه نزح إلى غيرها من مجالي القطر لأتاح لنا وصفه، وحدث عنه حديثه التاريخي المستطاب.
موضوع الكتاب:
يقع كتاب "عجائب الآثار في تراجم الرجال والأخيار"، في أربعة أجزاء ضمته حوادث مصر التي جرت من أواخر القرن الثاني عشر الهجري إلى سنة ست وثلاثين من الثالث عشر، مبينا أعظم الأحداث التي وقعت في هذه الفترة يوما فيوما حسب وقوعها.
بدأ في كتابه يذكر مقدمة تاريخية إلى سنة ١١٤٢هـ، ثم حدث عن الوفيات من سنة ١١٠٠هـ إلى سنة ١١٤٢هـ، ثم جرى على سرد الحوادث تباعا حسب وقوعها يوما فيوما، وإذ ينتهي من سرد الحوادث لكل عام يقفي بذكر الأعيان المتوفين من علماء، وأمراء وكبراء مترجما لهم مبينا آثارهم؟
والكتاب يقع في أربعة أجزاء ينتهي الجزء الأول منها بالكلام عن الأحداث، والرجال إلى سنة تسع وثمانين ومائة ألف من الهجرة، وينتهي الجزء الثاني منها بالكلام عن الأحداث، والرجال إلى سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف من الهجرة، وينتهي الثالث بسنة عشرين ومائتين وألف، وينتهي الرابع وهو الأخير بسنة ست وثلاثين ومائتين وألف، وهو آخر ما كتبه.
وقد نقل تاريخ الجبرتي إلى الفرنسية بهمة بعض فضلاء مصر، وهم "شفيق