للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغاية أمده، فكيف لو كلفته بشرك أفضالك، وذكر محامد شمائلك، ومدائح خلالك".

فالله يبقيك كما تشتهي ... ترقى إلى أوج العلا والكمال"

"وكتب إلي صديق له فقال": "سلام يمازج صفو الوداد آخره وأوله، وأثنية سنية لا تصدر إلا عن لسان أووله، مع أداء الدعاء الواجب، وشكوى شوق الفؤاد الواجب، قد بلغ الداعي توعك المزاج الكريم عافاه الله وشفا، وسر ببرئه نفوسا صارت من تلهفها على شفا، فقد أورث هذا الأمر قلب المحب أسى أساء، وثوى به، وتمنى العبد أن يتحمل عن مولاه ذلك الألم، ويكون لحضرة السيد خالص أجره وثوابه، فالله تعالى يعجل مسرة قلوبنا العافية، ويقرب ورود أخبار السلامة والعافية، والسلام".

وأيا ما كان، فإن "عبد الله فكري" قد بلغ مبلغا رفيعا في إنشائه، وكان عظيم الشأن في أدبه يتوسم الكتاب أثره، ويجرون مجراه "وإن قليلا من الدوانيين من ضارع عبد الله فكري باشا في صحة اللغة، وبراعة التركيب وسلامة الفهم والتفكير١، وأن قدرته البيانية، وتمكنه من الأدب واقتداره عليه ألان القلم له فمرة يتوسل، ويأتي بلين القول وسهله، ومرة يتأنق فيجاري الأساليب الضخمة التي يحتفل بها الأدباء والمنشئون.

شعره:

يبدو شعره أقرب إلى السهولة وينزع في جملته إلى الوضوح، ويتناول أغراضا شتى بين وصف وعتاب، وغزل ورثاء وشكر وتهنئه واعتذار، وتنصل ووصايا وحكم، ولكنه مطبوع بالطابع الشعري لعصره على تخفف وتحلل منه في بعض الأحيان، وكان يضع في مطالع قصائده، وخواتيمها تواريخ


١ شعراء مصر وبيئاتهم العقاد ص٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>